BP Pixel code

BEE PULLO

13 أبريل، 2010

Janngen Fulfulde_تعلم الفولانية(فلفلدي)

Fiinannde 2

Winnden (mbinnden) fulfulde.

E fiinannde aranere, men holliino limto (abajada) fulfulde ngon. Hannde hiɗen jokkita ka mbinndudi fulfulde. Kala sartiiji mbinndudi fulfulde hollaaɗi ɗoo hino tuugii e mbatu (konferansi) fonnugol mbinndudi ɗemɗe hiirnaange Afirik fiɓanoongu Bamako (Mali) e hitaande 1966 (mbinndudi UNESCO).

-Ciddal:

Hingal anndiniree sowugol alkulal ngal, e piide misal:

golle, galle, wallude, maɓɓe, makko, majjere, addude

Manndito-ɗen: ciddal hino waawi seerndude kelme (karfeeje) ɗiɗi e fulfulde, e misal (yeru) addude/adude, holude/hollude.

Yoga e alkule fulfulde heewaaka siddeede, si wonaa e kelme luɓaaɗe e aarabu, ɗum ko wano: r, s, f, w, h e piide misal saffawol. E saaʼi goo Fuuta Jaloo hino heɓa hh e kelme lasliije (kelme fulfulde finaa-tawaaje) wano hahhannde kono ko woni sabu ɗum, ko sartiiji hitoyankaagal (phonologie), si en ndaarii lasli on: haaɗ-haaɗ-nde (Fulɓe woɓɓe wiʼakaaɗkaaɗngol). rr kadi hino woodi seeɗa wano surrude (suuɗ-r-ude, pulpule luttuɗe ɗen ko: suurude). Kelme janane kadi hino adda rr wano lorra (iwdi aarabu). Fulfulde Maasina hino adda ɗum e kelme lasliije wano hoorrude (hoot-r-ude) = naɓtude.

-Alkule nyonnde:

Alkule nyonnde ko b, d, g, j si ɗe hawtidaama e alkulal n wano: mb, nd, ng, nj. Tigi-tigi on mb ko nb ko tawde tun n takkaaɗo e b maa wontam. Mise:

mbeewa, ndoondi, ngaari, njaareendi

-Pooɗugol:

Ko alkule laaɓuɗe tun pooɗetee, ɗum ko wano a, e, i, o, u. Mo no faalaaɗe pooɗude, o sowa ɗe laabi ɗiɗi: aa, ee, ii, oo, uu.

Mise: aamude, meemude, iidaango, hootude, uumude.

Maandito-ɗen ɗoo kadi: pooɗugol ngol hino waawi seerndude kelme e fulfulde wano aamude/amude, meemude/memude.
-Siddugol alkule nyonnde ɗen:

mb → mmb, nd → nnd, ng → nng, nj → nnj

E hino ɗoo yoga e mise: Sammba, tammbaade, anndude, banndiraawo, janngirde, hannjere (takuure, gaŋaare, waskoore).

Siddugol ny ko nny (wonaa nyy/nyny!), e piide misal (yeru): sannyude

Winndirooɓe ñ ko ññ siddirta.

Ko alkule muume tun siddetee.



Timmii.

www.peeral.com Sunday, 08 March 2009

12 أبريل، 2010

learn fulfulde language _ تعلم الفلفلدي

Fiinannde 1

-Alkule limto Fulfulde:



a, b, ɓ, c, d, ɗ, e, f,



g, h, i, j, k, l, m, n,



ny/ñ, o, p, ŋ, r, s, t, u,



w, y, ƴ, mb, nd, ng, nj.



Tewrugol :



A,a = Aamadu, amugol (to dance).



B,b = Bayillo, bantagol (to slap).



Ɓ, ɓ= Ɓoylugol (to bend), ɓale (black).



C,c=Caangol (river), pronunciation of “c” in Fulfulde is just as “ch” in church/cello. c=ch in English.



D,d = Daara (name of a place), daragol (to stand).



Ɗ,ɗ= Ɗoftaare (obedience), ɗoftagol (to obey).



E,e = Eda, ɓetugol (to measure).



F,f = Faatumata, fatugol (to boil).



G,g = Galle, gollugol (to work).



H,h = Hayre, haalugol (to speak).



I,i = Idiriisa, ittugol (to remove).



J,j = Jallo, jaabagol (to answer).



K,k = Kaafa, kalugol (to hinder).

L,l = Lamaraana, laaɓugol (to be clean).



M,m = Maryama, meemugol (to touch).



N,n = Nafoore, ne’agol (to be polite).



NY,ny/Ñ,ñ = Nyaamo (right hand), nyaamugol (to eat), pronuncition as in Kenya, ñ=ny.



O,o = Ommbaalo (a cover), ommbugol (to cover).



P,p = Paykum (a child), piyugol (to beat).



Ŋ,ŋ= Ŋarol (beauty), ŋatugol (to bite). Pronunciation as “ng ” in going, ŋ=ng in English.



R,r = Raaya (flag), raɗagol (to chase).



S,s = Saliimatu, salagol (to refuse).



T,t = Taahiru, tagugol (to creat).



U,u = Umaru, ukkugol (to put sth in).



W,w = Wuuri, wowlugol (to talk).



Y,y = Yaaye, yahugol (to go).



Ƴ, ƴ= Ƴamal, ƴettugol (to take).



Mb,mb = Mbaylaandi (industry), mbeewa (a goat).



Nd,nd = Ndaha (ink).



Ng,ng = Ngalu (wealth).



Nj,nj = Njaareendi (sand).

05 أبريل، 2010

نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للعلامة المحدث الشيخ أبو محمد عمر بن محمد الفلاني – رحمه الله –


نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
للعلامة المحدث الشيخ أبو محمد عمر بن محمد الفلاني – رحمه الله 

العلامة المحدث(1) الشيخ أبومحمد عمر بن محمد الفلاني – رحمه الله –
*هو :
الفقيه المحدث المسند المفسر المؤرخ الأديب الواعظ العلامة المُربي .
*اسمه :
هو الشيخ عمر بن محمد بن محمد بكر الفلاني , الشهير بفلاته , والفلاني نسبة إلى قبيلة " الفلانة " المعروفة والمنتشرة في معظم أفريقيا الغربية , وينتهي نسبها على رأي بعض المؤرخين إلى عقبة بن نافع , أو ابن عامر , أو ابن ياسر ولعله عقبة آخر غير الصحابي الجليل فاتح أفريقيا .
ولادته : ولد شيخنا عام 1345 هـ , على مقربة من مكة , خلال هجرة أبويه من أفريقيا , إذ مكثا في الطريق ما يقرب من سنة , وكان يقول ( شاء الله أن يبتدئ الرحلة أبواي وهم اثنان , وتنتهي وهم ثلاثة ) .
*نشأته التعليمية :
ثم انتقل إلى المدينة المنورة في العام الذي يليه عام 1346 هـ , ونشأ فيها وترعرع وبدأ تعليمه بما يسمى آنذاك بالكُتاب , عند العريف محمد سالم , وحفظ على يديه الأجـزاء الأولى من القرآن الكريم .
ثم دخل دار العلوم الشرعية بالمدينة عام 1361 , ودَرَس فيها مراحلها الثلاثة : التأسيسية , والتحضيرية , والابتدائية ,ونال منها الشهادة الابتدائية , وأتم حفظ القرآن الكريم , في المرحلة التحضيرية .
ثم نال شهادة الابتدائية , من مديرية المعارف العمومية , وهي أعلى مراحلها .
*الأعمال التي تولاها وأنيطت به :
- دَرس في دار الحديث عام 1365 هـ .
- دَرس إضافة إلى ذلك عام 1373هـ في الدار السعودية , كما عين مساعداً لمديرها .
- دَرس الحديث وأصوله في " المعهد العلمي : من عام 1375هـ - 1378هـ .
- أُسند إليه إدارة " دار الحديث " عام 1377هـ .
- كُلف بمنصب الأمين العام المساعد للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1385هـ .
- عُين أمين عام الجامعة الإسلامية عام 1395 هـ .
- كُلف على وظيفة أستاذ مساعد عام 1396 هـ , ودرس في كلية الحديث بالجامعة الإسلامية مع قيامه بأمانة الجامعة .
- صار مدير مركز شؤون الدعوة في الجامعة الإسلامية .
- ثم عين مديراً لمركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالجامعة الإسلامية عام 1406 هـ وتأسس المركز المذكور على يديه .
- بعد إحالته للتقاعد عام إلى " دار الحديث " التي يشرف عليها , وتفرغ لها .
*عنايته بدار الحديث واهتمامه بها :
قد أسس " دار الحديث " أحد علماء الهند , وهو الشيخ أحمد الدهلوي – رحمه الله – وهو من علماء أهل الحديث , المتمسكين بعقيدة السلف , وكان قد افتتحها عام 13540هـ , بترخيص من الملك عبدالعزيز – رحمه الله - . وكان قد أوقف أحد المحسنين من الهند , وهو الشيخ محمد رفيع – رحمه الله - , مبنىً لدار الحديث بالقرب من المسجد النبوي الشريف . وسمي بـ " مكتبة أهل الحديث " و " مدرسة دار الحديث " .
وقد أخذ شيخنا " الشهادة العالية " من الدار نفسها , خلال تدريسه فيها عام 1367 هـ , وكان ملازماً لشيخه الجليل العلامة عبدالرحمن الإفريقي , الذي أُسندت إليه إدارة " دار الحديث " بعد وفاة الشيخ أحمد الدهلوي – رحمه الله – عام 1375هـ , ثم لما توفي الشيخ عبدالرحمن الإفريقي – رحمه الله – عام 1377هـ أسندت إدارة " دار الحديث " للشيخ عمر رحم الله الجميع رحمة واسعة .
ولما بدأ مشروع توسعة وعمارة المسجد النبوي الشريف , امتدت التوسعة إلى مقر وقف المكتبة والمدرس , فهُدِم الوقف , وجرى تعويض الدار بمبلغ مقابل ذلك , فاجتهد الشيخ عمر , المشرف علة الدار , لشراء أرض تقام عليها دار الحديث والمكتبة , فتم شراء أرض لذلك وبدأ العمل بالمشروع , بإشراف الشيخ عمر نفسه في 9/7/1413هـ إلى أن انتهى المشروع عام 1417 , واصبح يحوي المدرسة والمكتبة " مكتبة أهل الحديث " والمسجد , وشعبة الحديث , وقاعة محاضرات كبرى تتسع لألف شخص ومبنى لسكن الطلاب , ومبنى لمراكز تجارية , ومبنى سمن الزوار , وسكن الناظر , ومواقف للسيارات .
وجاء المبنى روعة في الجمال , ونال لذلك جائزة المدينة في تصميم البناء وكان الشيخ – رحمه الله – شديد العناية بالدار , وكانت لها منزلة ومكانة رفيعة عنده , وكان يحرض عليها , موجهاً ومربياً ومشرفاً .
*شيوخه :
قال الشيخ – رحمه الله – ( أدركت ما لا يقل عن سبعين عالماً يستندون إلى سواري مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , كانوا ورثة للنبوة حقاً )
*وأبرز شيوخه هم :
- الشيخ المحدث المسند محمد إبراهيم الختني – وهو من تلاميذ المحدث الشيخ محمد عبدالباقي الأيوبي المجني , ودرس عليه شيخنا في دار العلوم الشرعية , في المرحلة العالية وأجازه .
- الشيخ عمار الجزائري , درس عليه في المرحلة العالية أيضاً , في دار العلوم الشرعية .
- الشيخ يوسف بن سليمان الفلسطيني درس عليه في المرحلة نفسها .
- الشيخ العلامة صالح الزغيبي .
- الشيخ العلامة محمد علي الحركان – رحمه الله – أمين عام رابطة العالم الإسلامي سابقاً , إذا قرأ عليه جزءاً كبيراً من " صحيح البخاري " مع شرحه " فتح الباري " , وذلك أثناء تدريسه ف المسجد النبوي .
- الشيخ أسعد محي الدين الحسيني , قرأ عليه القرآن الكريم , زيادة في التمكن في الحفظ والأداء .
- الشيخ المعلم محمد جاتو الفلاني , قرأ عليه أكثر متون المذهب المالكي , وبعض شروحها فقرأ عليه " مختصر خليل " بشرح الدسوقي , و " أقرب المسالك " بعضها عليه وبعضها على الشيخ عمار الجزائري .
- العلامة اللغوي المحدث محمد بن أحمد تكنيه السوداني المدني , إذ قرأ عليه بعض كتب البلاغة , والنحو وأطراف من أصول الفقه .
- الشيخ العلامة المحدث المسند المؤرخ الأديب محمد الحافظ بن مـوسى حميد(2) – رحمه الله – وأجازه .
- الشيخ عمر بن علي الشهير بالفاروق الفلاني , وهو يروي عن جمع منهم :
1-الشيخ سيف الرحمن الكابلي .
2-الشيخ محمد بن أحمد الشهير بألفا هاشم .
3-الشيخ القاضي عبدالله بن حسن آل الشيخ سماعاً عليه غري مرة .
4-الشيخ العلامة أبو إبراهيم محمد بن عبداللطيف إجازة .
5-العلامة الشيخ محمد بن نافع(3)
- الشيخ العلامة المحدث عبدالرحمن بن يوسف الإفريقي – رحمه الله – وهو أكثر شيوخه تأثيراً في شخصيته , مما جعل الشبه بينهما كبيراً , كما قال شيخنا العلامة عبدالمحسن العباد – حفظه الله – في محاضرته عن الشيخ عمر .
وقلد قرأ على الشيخ عبدالرحمن " بلوغ المرام " , " سبل السلام " وبعض أمهات كتب الحديث و " الموطأ " لمالك , والتفسير , والمصطلح . وسمع منه فتاواه وإجاباته عن أسئلة المستفتين .
- العلامة المحدث المسند عبدالحق الهاشمي المكي مؤلف " مسند الصحيحين " و " إجازة الرواية " .
- العلامة الشيخ المحدث المسند سالم بن أحمد باجندان الحضرمي المحدث الشهير في أندونيسيا .
رحم الله الجميع رحمة واسعة آمين .

*أسانيده إلى كتب الفهارس والأثبات :
إن أسانيد شيخنا عمر تتصل بنبينا خير الأنام عليه الصلاة والسلام , وبالصحاح والسنن والأسانيد , والمعاجم والمشيخات , وبالأئمة الأعلام والحفاظ الكرام , ودواوين أهل الإسلام . كما هو مسطور في كتب الفهارس والأثبات والمسلسلات وغيرها .

إسناده إلى الموطأ :
نظراً لمكانة الموطأ للإمام مالك – رحمه الله – لدى الشيخ عمر – رحمه الله دراسةً وقراءةً على الشيوخ , ولتدريسه للموطأ ولقراءة طائفة من طلاب العلم عليه رأيت وصل سنده لحديث من " موطأ الإمام مالك " –رحمه الله - .
وهذا إسناده لحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية يحيي الليثي من روايته :
أخبرنا شيخنا عمر بن محمد فلاته إجازة , عن شيخه العلامة المحدث محمد بن إبراهيم بن سعد الله الفضلي الختني , عن العلامة محدث الحرمين عمر بن حمدان المحرسي , عن عبدالله بن عودة القدومي النابلسي , عن حسن الشطي الحنبلي , عن مصطفى بن سعد الرحيباني , عن الشمس محمد بن سالم السفاريني , عن أبي المواهب محمد بن عبدالباقي الحنبلي , عن أبيه عبدالباقي البعلي الحنبلي , عن أبي حفص عمر القاري والنجم محمد الغزي , كلاهما عن والد الثاني البدر محمد الغزي , عم زكريا الأنصاري , عن الحافظ ابن حجر العسقلاني , عن أبي حفص عمر بن الحسن بن مزيد بن أميلة المواغي , عن عز الدين أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروقي , عن أبي إسحاق إبراهيم بن يحيى الكناسي عن أبي الحسين محمد بن محمد بن سعيد بن زرقون عن أبي عبدالله أحمد بن غلبون , عن أبي عمرو عثمان بن أحمد القيجاطي , عن أبي عيسى يحيى عبدالله بن يحيى بن يحيى , عن عم أبيه مروان وعبدالله بن يحيى بن يحيى , عن أبيه يحيى بن يحيى المصمودي الليثي , عن الإمام مالك بن أنس الأصبحي عن نافع عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا دُعي أحدكم إلى وليمة فليأتها )(4)

وأما أسانيده إلى كتب الأثبات فهذه مختارات منها :
- إجازة الرواية للشيخ العلامة المحدث عبدالحق الهاشمي رحمه الله يرويه شيخنا عن مؤلفه .

- الإرشاد إلى مهمات الإسناد , وإتحاف النبيه فيما يحتاج إليه المحدث والفقيه كلاهما للعلامة المحدث الشاه ولي الله الدهلوي رحمه الله .
يرويه شيخنا عن شيخه العلامة عبدالحق الهاشمي , عن شيخه المحدث أبي سعيـد حسين بن عبدالرحيم , عن رئيس المحدثين السيد محمد نذير حسين , عن المحدث الشاه محمد إسحاق الدهلوي , عن جده من جهة الأم الشيخ عبدالعزيز الدهلوي , عن أبيه الشاه ولي الله الدهلوي رحمهم الله .

- صلة الخلف بموصول السلف للمحدث العلامة محمد بن سليمان الروداني .
يرويه بالإسناد السابق ولي الله الدهلوي , عن محمد وفد الله بن الشيخ محمد بن سليمان وأبي طاهر الكوراني , كلاهما عن والد الأول مؤلف الصلة .
- المعجم المفهرس للحافظ ابن حجر العسقلاني ( ت852هـ )
يرويه بالإسناد السابق إلى الروداني في " صلة الخلف " عن أبي مهدي عيسى السكتاني , عن المنجور , عن الغيطي , عن زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر .
ويرويه بالسند إلى الشوكاني في " إتحاف الأكابر " عن شيخه السيد عبدالقادر بن أحمد , عن محمد حياة السندي , عن الشيخ سالم بن الشيخ عبدالله بن سالم البصري الشافعي المكي , عن أبيه , عن الشيخ محمد بن علاء الدين البابلي المصري , عن سالم بن محمد , عن الزين زكريا , عن الحافظ ابن حجر .
- إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر للعلامة القاضي محمد بن علي الشوكاني .
أجازه بما فيه الشيخ المحدث أبومحمد عبدالحق الهاشمي , عن الشيخ أحمد بن عبدالله البغدادي , عن الشيخ عبدالرحمن بن عباس عن الشوكاني رحمهم الله .

- حصر الشارد غي أسانيد الشيخ محمد عابد السندي ( ت1257هـ )
يرويه عن شيخه العلامة المحدث عبدالرحمن بن يوسف الإفريقي , عن الشيخ محمد الطيب الأنصاري , عن الشيخ ألفا هاشم وعن الشيخ علي بن طاهر الوتري , وهو عن صاحب الثبت المشهور باليانع الجني للشيخ عبدالغني , عن مؤلف حصر الشارد .
ح كما أجازه بحصر الشارد شيخه العلامة محمد بن إبراهيم بن سعد الفضلي الختني – نزيل المدينة – وهو يروي عن الجم الغفير من الثقات كمعدة المفتين في بخارى سابقاً العلامة محمد إكرام بن عبدالسلام والعلامة السيد عبدالعزيز بن عبدالحكيم الطاقاني وشيخ الإسلام بفرغانة السيد ثابت بن شيخ الإسلام فيضي خالد والعلامة محمد عبدالباقي الأنصاري المدني والعلامة الشيخ عمر بن حمدان المحرسي الأصل المدني والمسند الحافظ السيد عبدالحي الكتاني والعـلامة الأديب محمد بافضل الحضرمي , كلهم عن عالم المدينة في عصره , العلامة السيد المسند أبي الحسن نور الدين علي بن ظاهر الوتري , عن العلامة الشاه عبدالغني المجددي المدني وعن العلامة السيد محمد بن خليل المشيشي كلاهما عن المؤلف .
- قطف الثمر في رفع أسانيد المصنفات في الفنون والأثر للشيخ العـلامة صالح بن محمد الفلاني المدني .
يرويه بالسند السابق إلى " حصر الشار " , عن الفلاني .
ح كما أجازه بما فيه الشيخ أبومحمد عبدالحق الهاشمي , عن الشيخ أحمد بن عبدالله البغدادي , عن الشيخين محمد بن عبدالله بن حميد المكي ونعمان الألوسي عن الشيخ محمود الأفندي البغدادي , عن الشيخ عبدالرحمن بن محمد الكزبري عن المؤلف .

*تدريسه في المسجد النبوي الشريف :
بدأ شيخنا التدريس في المسجد النبوي الشريف , عام 1370هـ , حيث حصل على إجازة التدريس من رئاسة القضاء بالمملكة العربية السعودية , ودَرس ما يقارب 49 سنة في المسجد النبوي , وكان درسه قريباً من الروضة , بالقرب من مكبرية المؤذنين , وكان صوته يدوي في المسجد مِن بُعد , دون استعمال أجهزة تكبير الصوت .

وكان يحضر دروسه جمع كبير من طلاب العلم ,ورواد المسجد النبوي , والزائرين والحجيج والمعتمرين , وكان يشد الحاضرين إلى كلامه لفصاحته وجودة إلقائه وتمكنه من ذلك .
ولقد سُجلت له دروس كثيرة من التي درّسها في المسجد النبوي , إذ بلغ عدد أشرطة شرحه لصحيح مسلم 817 شريطاً وهو كامل , وعدد أشرطة دروسه في تفسير ابن كثير للقرآن الكريم 720 شريطاً – لم يتم , وعدد أشرطة شرحه لسنن أبي داود 576 شريطاً – لم يتم , وعدد أشرطة شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم 9 أشرطة , وعدد أشرطة سيرة الذهبي 131 شريطاً , وهي كلها موجودة في مكتبة الحرم النبوي ومتاحة للانتفاع بها .
*الشيخ من أبرز رواد رجال التربية والتعليم بالمدينة :
يعد الشيخ من أبرز رجالات التربية والتعليم بمنطقة المدينة , وقد كان أحد العشرة الذين كرموا في حفل الرواد الأوائل , من رجال التربية والتعليم . بمنطقة المدينة 1416 هـ . وتسلم شهادة ودرعاً لذلك , من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة .

*صفاته وأخلاقه :
كان شيخنا رحمه الله , يتمتع بمحاسن الأخلاق وأعلاها , حريصاً على نفع المسلمين , ومساعدتهم , مع التواضع الجم , والإكرام البالغ للضيفان , مع طلاقة الوجه عند اللقاء , مع حسن الاستقبال , بعبارات تدخل البشاشة على القلوب , فمن ترحيباته قوله ( زارنا الغيث ) إلى غير ذلك .
وكان يحب خدمة الناس , ولو كانوا صغاراً , مع أنه هو الجدير بالخدمة لفضلة وعلمه , وكبر سنه , وكان بهذه الأخلاق وغيرها محبوباً عند من يعرفه ومن خالطه .
ولقد أثنى عليه شيخنا المحدث محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله في حسن جواره وخلقه الرفيع إذ تجاورا أثناء وجود شيخنا الألباني في الجامعة الإسلامية في المدينة للتدريس فيها .
كما يشهد له كل من تعامل معه في الجامعة , أو مركز خدمة السنة والسيرة , أو دار الحديث , أو خارج ذلك بطيب خلقه .
مع علامات طيب خلقه , سؤاله الدائم عن الإخوة والأهل والزملاء عند اللقاء أو الاتصال بالهاتف .
وكان من تواضعه أنه إذا كان في دار الحديث وأعوزه بحث في حدث ما , أو مسألة ما , اتصل هاتفياً ببعض الإخوة في المركز , وهذا كله من سعة علمه وطيب خلقه وتواضعه , وأَنعِم به من مَدرسةٍ تربوية لمن خالطه وعاشره .
وكان الشيخ رحمه الله حكيماً في آرائه ونظراته الثاقبة , لعواقب الأمور , كما يعلم ذلك من عاشره في مخيمات الحج , ولجان التوعية , وغير ذلك .
وخلاصة القول كما يصف فضيلة الدكتور مرزوق الزهراني مدير مركز السنـة والسيرة النبوية سابقاً ( لقد كان الشيخ رحمه الله , مدرسة في خلقه , مدرسة في صلاحه , مدرسة في منهجه , مدرسة في تقواه ... ) .

*أخلاقه مع المخالف :
كان شيخنا رحمه الله يتمتع بخلق رفيع كما سبق , وكان هذا دأبه مع الذين لا يرتضي الشيخ منهجهم وطريقتهم , ولقد استطاع بفضل الله , التأثير على عدد من العلماء وغيرهم بهذه الأخلاق العظيمة , في تصحيح مسارهم إلى المنهج السديد المستمد من الكتاب والسنة , وخاصة تدريسه في المسجد النبوي الشريف .
*عقيدته ومذهبه :
كان شيخنا رحمه الله ملتزماً بما جاء عن الله عزوجل وعن رسوله , على منهج السلف الصالح , وداعياً إلى ذلك , بحكمة بالغة , ويحث على معرفة الدليل , ويكره المناهج المخالفة لذلك الطريق .
*دعابته ولطافته :
كان الشيخ رحمه الله , مع سعة علمه وغزارته , وتواضعه وصلاحه ذا دعابة وملاطفة , مع أصحابه وتلاميذه , متأسياً في ذلك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم , الذي كان يمازح , وكان لا يقول إلا حقاً . ومعلوم ما في المزاح الحق , من تطييب خاطر الآخر , والتوود إليه .
ومن أمثلة دعابته مع أحد تلاميذه – وهو ممن عنده زوجتان ويـدرس في كليتين – إذا لقيـه قال له ( زوجتين والسكن في القِلتين والتدريس في الكُليتين ) . وذكر شيخنا عبدالمحسن بن حمد العباد حفظه الله أمثلة أخرى من دعابته في محاضرته .
*حجاته :
لقد وفق الله الشيخ للحج مرات كثيرة , إذ كانت حجته الأولى عام 1365هـ , ومن ذلك العام لم يتخلف عن الحج إلى عام 1418هـ , إلا سنة واحدة , لتمريض مريض عنده , وكان عدد حجاته 53 حجة كما كان كثير الاعتمار , جعلها الله متقبلة .

*مشاركاته في التوعية الإسلامية للحج :
لقد شارك في التوعية الإسلامية للحج , منذ عام 1392هـ إلى عام 1418هـ , وكان دوره عظيماً رائداً في ذلك , كما يشهد له من خالطه وشاركه في هذا العمل .
*رحلاته :
لقد رحل الشيخ إلى بلاد عديدة , سواء عن طريق لجان الجامعة للتعاقد مع المدرسين والموظفين , أو عن طريق الدورات الصيفية , التي تعقدها الجامعة , أو للدعوة في كثير من البلاد .
ومن الدول التي وقفت عليها ممن سافر لها : مصر , سوريا , والأردن , ولبنان , والهند , باكستان , ودول إفريقيا .

*مؤلفاته :
كان شيخنا رحمه الله ذا أعباء كثيرة , لم تدع له مجالاً كبيراً للتأليف , إذ انشغاله بالتدريس اليومي في الحرم النبوي , وأعماله الإدارية وارتباطاته الإجتماعية القوية , لها عامل كبير في ذلك.
وأشرطة دروسه المسجلة في الحرم النبوي موجودة وقد سبق ذكرها إذ بلغ مجموعها الكلي 2253 شريطاً , وكذا محاضراته التي ألقاها في " الجامعة الإسلامية " في قاعة المحاضرات .
وأما كتبه أو مؤلفاته فالذي وقفت على ذكره ما يلي :
- بحث حول الحديث المدرج .
- بحث عن الإجارة .
- بحث عن تمور المدينة .
- لمحات عن المسجد النبوي الشريف .
- ذكرياتي في المسجد النبوي .
- ترجمة الشيخ عبدالرحمن الإفريقي رحمه الله طبعت ضمن محاضرات الجامعة الإسلامية .
- جوانب من تاريخ المدينة نشرت في مجلة المنهل عام 1413هـ .
- دراسة عن جبل ثور مع بعض المحققين وقد نشرت في بعض الصحف في المملكة العربية السعودية .

*تلاميذه :
لقد لازم التدريس في المسجد النبوي منذ عام 1370هـ إلى سنة وفاته , وحضر هذه الدروس واستفاد منها ولازمها في تلك الفترة عدد كبير ممن لا يحصيهم إلا الله عزوجل .
ولقد درس في الجامعة الإسلامية , في كلية الحديث , ولذا يعد هؤلاء من الذين درسوا عليه واستفادوا منه من تلاميذه , بل ندر أن يجلس مع الشيخ أحد سواء في مجال العمل الجامعة الإسلامية , أو في دار الحديث , أو في مجالات أخرى , إلا ويجد للشيخ فوائد جمة في حديثه , لسعة علمه , وطيب خلقه . والتلاميذ كما يقول شيخنا عبدالمحسن العباد تلهج بذكر الشيوخ , والثناء عليهم , والدعاء لهم , وهي من عملهم المستمر الذي لا ينقطع .
وقلد قُرِئ علي شيخنا عدة كتب ومنها : ما قرأه عليه أخونا الشيخ خالد مرغوب(5) المحاضر بالجامعة الإسلامية ابتداءً من 6/7/1415هـ إلى 11/6/1419 هـ حيث اشتد على شيخنا المرض.
وقلد قرأ عليه في هذه الفترة كل خميس إلا لعارض موطأ الإمام مالك برواية يحيى الليثي بشرح أوجز المسالك في قرابة سبعين مجلساً , كما قرأ عليه تاريخ المدينة لابن شبه .
كما قرأ عليه القسم الخاص بالمدينة من كتاب " تاريخ المدينة " لابن شيبه في 18 مجلساً وشارك في المجلس الخامس إلى نهايته ابن شيخنا الدكتور محمد وصديقه الأخ عبدالفتاح , كما سمع بعض هذه المجالس – بفَوْت – الأخ أنس ابن الشيخ كما حضر الأستاذ ابراهيم مرغوب المجلس السابع .
كما استعرض كتاب " آثار المدينة " للشيخ عبدالقدوس الأنصاري في مجلس .
وقد قرأ عليه شيئاً من " شرح السنة " للبغوي المجلد الأول إلا قلياً منه بمشاركة الشيخ خالد عثمان الفلاني .
وأما تلاميذه في الإجازة فممن روى عن الشيخ وأجازهم عدد كبير أيضاً منهم :
-الدكتور عمر حسن فلاته , عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الملك عبدالعزيز .
-الدكتور صالح الرفاعي , الباحث بمركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالمدينة .
-الدكتور عبدالغفور عبدالحق البلوشي , الباحث بالمركز المذكور .
-الشيخ عبدالحكيم الجبرتي , مدرس في ثانوية الأنصار بالمدينة .
-الشيخ خالد مرغوب أمين , محاضر بالجامعة الإسلامية .
-الشيخ نور الدين طالب .
-الشيخ حامد أحمد أكرم
وممن تشرف بذلك كاتب هذه السطور .

*صلته بأهل العلم وصلتهم به :

وكان رحمه الله علي صلة وثيقة بأهل العلم , وممن كانت تربطه علاقة قوية بهم : كل من العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله , والعلام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله , والعلامة الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد حفظه الله تعالى .
ولقد كانت العلاقة بين الشيخين : ابن باز وعمر- رحمهما الله وغفر لهما – قوية , وهي محل ثقة كبيرة , واهتمام بالغ بين الجانبين , فيما يكتب أحدهما للآخر . ولقد سعى الشيخ ابن باز لدار الحديث كثيراً فيما وصلتْ إليه من جوانب عدة , ولقد كان الشيخ عمر أمين عام الجامعة الإسلامية في عهد رئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز للجامعة الإسلامية , غفر الله لهما .
وأما العلاقة بين الشيخين : الألباني وعمر – رحمهما الله وغفر لهما - , فكانت وثيقة جداً , سواء خلال عمل الشيخ الألباني في التدريس في الجامعة , ومجاورة الشيخ ناصر للشيخ عمر , أو بعـد ذلك , خلال زيارات الشيخ ناصر للعمرة والزيارة .
وأما الصلة بين الشيخين : عمر و عبدالمحسن العباد , فهي في غاية القوة , إذ تصاحبا في الاشتراك في القراءة على الشيخ عبدالرحمن الإفريقي , وكان الشيخ عمر أمن عام الجامعة في عهد رئاسة الشيخ عبدالمحسن العباد أيضاً , وتصاحبا في أسفار الشام ومصر , ضمن لجان تعاقد الجمعة مع أعضاء هيئة التدريس , إضافة إلى التصاحب في توعية الحج سنين عديدة . كما إن الصلة والتواصل , لم تنقطع بينهما , فكان أحدهما يزور الآخر , ويتصل كل منهما بالهاتف بالآخر , وكانت لوفاة الشيخ عمر رحمه الله الوقع الكبير لدى شيخنا عبدالمحسن العباد حفظه الله ومتع المسلمين بعلمه , إذ ألقى محاضرة خاصة قيمةً عن سيرة الشيخ ومعرفته به في قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية بالمدينة , فجزاه الله خيراً .
*غيرته على الدين :
كان الشيخ عمر رحمه الله , غيوراً على محارم الله , وعلى واقع المسلمين , من بالبعد عن التوحيد , وعلى ما آل إليه المسلمون في بعض البقاع , من ذلك وهوان , وإلى سيطرة الكفرة على بعض دول الإسلام .
وهذا نصُّ مما كتبه الشيخ عمر بقلمه إلى الأستاذ محمد المجذوب – رحمهما الله – في عام 1397هـ مما تتضح في مشاعر الشيخ عمر :
" .... هذا ولما كان الحال ما وصفت , والواقع ما ذكرت , وإني عازم السفر إلى أودية عَمان وجبالها , بعد يومين . وأنتم تعلمون أنها أقرب إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم , ولا حرج علي إن صعدت بعض مرتفعاتها , ورميت ببصري إلى تلك الديار الفيحاء عَلي أشاهد ما تتوق إليه الأرواح , وتعمل إليها المطي , وتسكب عندها العبرات , فإن ذلك ممكن ويسير , إذ إن للأرواح سمواً وتحليقاً , فبلغ به أعلى الآفاق ... ويا لحسرتي وندامتي وأسفي على قومي وبني ملتي .. فلقد أجلتهم اليهود عن المسجد الثالث القريب , ومنعتهم من تمريغ جباههم لله في منازل الخليل , ومسجد إيلياء والجليل .. وما ذلك إلا أنهم غيروا وبدلوا , وشابهوا أحفاد القردة والخنازير , وولوا واستكبروا – وقد تركهم آخر النبيين وخاتم المرسلين على المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزغ عنها إلا هالك , ولا أرى مانعاً من أن أقحم جملة معترضة – فليتك علمت شعوري الفياض , وسموي إلى أفكار نقلتني إلى أيام أبي عبيدة وخالد سيف الله – وذلك عندما أتيت من حلب وأنا في حافلة – الباص – وكنت أقول : أين عاشوا ؟! وكيف عاشوا ؟! وماذا بنوا وشادوا ؟! وأي تمثال أو نافورة أقاموا أو حديقة حازوا ؟! وبماذا استولوا على قلعة حلب وسمعان ؟! وكيف أشاعوا الإسلام في الأديرة هذه التي رأيت ؟! – قلت في نفسي : نعم أقاموا صروحاً لا تندك , وبنوا جبالاً شامخة لا تحيد , وهي قواعد الإيمان وبيوت الإسلام والإحسان ...
ورحم الله عمر الفاروق , الذي أجلى اليهود من جزيرة العرب , وطردهم إلى فدك وأذرعات , عندما سمع حديث عبدالرحمن بن عوف " لا يجتمع دينان في جزيرة العرب " . ويا ليتها تسعد بلفتة من لفتات عمر , وتحظى بوثبة من وثبات صلاح الدين وابن يوسف ونور الدين ... " انتهى

*تأثره بالأدب :
لقد كان الشيخ – رحمه الله - , أديباً بارعاً , يعلم ذلك كل من استمع إلى محاضراته ودروسه , والرسالة الماضية طرف من أدبه , ويقول الشيخ – رحمه الله عنه نفسه في ذلك :
" أعترف بأن هذه الهواية قد تفتحت في كياني , منذ نعومة أظفاري , أيام دراستي لمادة التعبير , في مدرسة العلوم الشرعية , وقد غذاها ذلك النادي الذي كانت تعقده المدرسة كل أسبوع , فيحضره الطلاب والأساتذة , ويتبارى فيه الوعاظ والخطباء , أمثال الأستاذة عبدالقدوس الأنصاري , وأحمد حوحو , و عبدالحميد عنبر , ومحمد الحافظ موسى , و عبدالرحمن السوداني , وغيرهم من المعروفين بموهبة البيان في المدينة المنورة أيامئذ , فكان لذلك أثره العميق في نفسي , مضافاً إلى تلك النصوص المختارة , من الشعر والنثر , التي كنا ندرسها بشغف .
ومن حسن الحظ , أن نعيش ذلك الجو في ظل الحركة الأدبية التي بلغت عنفوانها في تلك الأيام , إذا بدأ أدباء الحجاز في إمداد الأندية الأدبية بنتاجهم , وجعلوا يشاركون في نهضة الأدب على مستوى العالم العربي , فكانت الصحف تطلع علينا بجداول رقراقة من الشعر والنثر والنقد , فيتهافت عليها القراء الناشئون .. هذا إلى جانب الفيض الغزير من الصحف والمجلات والمؤلفات , التي يمطرنا بها القطر المصري ومنها " الهلال " و " اقرأ " و " كتب للجميع " و " الرسالة " و " الرواية " و " الإصلاح " و " الأزهر " و " المصري " و " الأخبار " وما إليهن من ورافد الأدب الرفيع .. " انتهى .

*من ثناء العلماء عليه :
لقد أثنى العلماء كثيراً على الشيخ رحمه الله ومن ذلك :
- ثناء شيخنا العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني على خلقه وحسن جواره وعلمه , بل لما سألته عام 1396هـ أو عام 1395هـ عمن أستفتي فأرشدني رحمه الله إلى استفتاء الشيخ عمر رحمه الله .
- ثناء شيخنا العلامة عبدالمحسن بن حمد العباد – حفظه الله تعالى – الثناء البالغ عليه في محاضرته التي ألقاها بعنوان " كيف عرفت الشيخ عمر فلاته – رحمه الله – " ووصفه بأنه الرجل العظيم , العالم الناصح , الموجه , صاحب الأخلاق الكريمة , والصفات الحميدة . وأنه على منهج السلف الصالح ملتزم بما جاء عن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم . ورأى – حفظه الله فيه – منذ لقائه الأول للشيخ عمر عام 1381هـ عندما سمع بالشيخ حين قادم للمدينة وكان اسمه يتردد على سمعه – من أول وهلة محبة الخير للناس , والسماحة واللطف وقال : ودخل حبه قلبي .

*وفاته :
كان من أحب أماني شيخنا . أن يحقق الله له مثل مصير عمر الفاروق رضي الله عنه شهادة في سبيل الله , وميتة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان كثيراً ما يستمع إلى أبويه وهما يترنمان بهذين البيتين :
إلهي نجني مـن كل ضيق *** بحب المصطفى مولى الجميع(6)
وهب لي في مديـنته قراراً *** ورزقاً ثم مـثوى في البقيع

ولقد حقق الله له أمنيته في الوفاة في المدينة , إذ لما مرض , وكان يراجع للعلاج في الرياض , عـاد منها إلى المدينـة يوم الثـلاثاء , ووافه الأجـل المحتـوم يوم الأربعاء 29/11/1419 هـ في مدينة المـصطفى صلى الله عليـه وسلم – رزقنا الله وإياه شفاعته – عن عمر يناهز أربعة وسبعين عاماً .
ولقد صلى عليه في المسجد النبوي , بعد صلاة العصر , ودفن بالبقيع , وكانت جنازته عظيمة مشهودة , شهدها العلماء والقضاة , وأساتذة الجامعات , وعدد كبير من الأصحاب وطلاب الجامعات , والمحبين والحجيج .

*ذريته :
توفي الشيخ رحمه الله عن زوجة واحدة , وسبعة أبناء وهم : الدكتور محمد عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة , والأستاذ عبدالرحمن المدرس بالمعهد المتوسط بالجامعة , و عبدالهادي , و عبدالصبور , و عبدالكريم , و عبدالرزاق , وأنس , وابنتان جعلهم الله جميعاً من أئمة المتقين .
*مكتبته :
لقد أوقف شيخنا أبومحمد – رحمه الله – مكتبته الخاصة على دار الحديث بالمدينة , وقد تم نقلها بعد وفاته إليها فجزاه الله خيراً , ونفع بها روادها .
*رثاؤه :
لقد رثاه عدد من الشعراء ومن ذلك ما نظمه الأستاذ الدكتور عبدالله بن أحمد قادري الأهدل عندما بلغه نبأ وفاة فقيد العلم بمدينة النبي عليه الصلاة والسلام فضيلة الشيخ عمر بن محمد فلاته , المدرس بالروضة الشريفة ومدير دار الحديث بالمدينة بعنوان :
جلَّ المُصابُ
أفنيت عُمركَ في الخيراتِ يا عُمرُ *** ولمْ تزلْ ساعياً حتى أتى القدرُ
شمرتَ تطلبُ علمَ الشرعِ مُحتسباً *** فنلتَ منهُ الذيْ قدْ كُنتَ تنتظرُ
ثُمَّ اتجهتَ لنشرِ العلمِ مُجتهداً *** تهديْ الشبابَ الذيْ في الأرضِ ينتشرُ
وكُنتَ في الدارِ(7) للطلابِ خيرَ أبٍ *** وخيرَ شيخٍ يُواسيهمْ ويصطبرُ
وروضةُ الخيرِ(8) كمْ أصغتْ بِها أٌذٌنٌ *** وأنتَ تشرحُ ما يقضيْ بِهِ الوطرُ(9)
وكُنتَ للبازِ(10) عَوناً في قِيادتِهِ *** سفينةُ العلمِ والتاريخِ مُسْتَطِرُ
وجُلتَ في مَشرِقِ الدُّنيا ومَغْربها *** تسقيْ القلوبَ هدىً كالمزنِ ينهمرُ
لقد عرفتُك في الأسفارِ عنْ كثبٍ *** أبدى خلالكَ لِيَ يا شيخنَا السَّفَرُ
حلْمٌ ولينٌ وإيثارٌ ومرحمةٌ *** وذِلةٌ أصلها القرآنُ والأثَرُ
كانت رياضكَ والقرآنُ بُغيتُنا *** تسعينَ(11) فجراً فطاب الغيثُ والثَّمرُ
سَالتْ دُموعكَ في الحمرا وقرطبةٍ *** على مآذِنَ تنعاك والأفلاك والقمرُ
جلَّ المصابُ وعمَّ الخطبُ يا عمرُ *** فالأرضُ تبسطُ منْ علمِ وتختصرُ
والدارُ قد أظلمتْ أرجاؤُها حزناً *** وطالبو الدار كالأيتامِ قد وُتِروا
وأطرقَ الغربُ مثل الشرق أسفٍ *** على فِراقِك إذ وافى بهِ الخبرُ
ونحنُ ننعاك للدنيا وواجبُنا *** أن نرتضيْ مَا بهِ قدْ أُنزل القدرُ
فالموتُ حقٌّ وما في الخلقِ منْ أحدٍ *** بمُفلتٍ منهُ لا جِنٌّ ولا بشرُ
والله نسألُ أن تغشاك رحمتُه *** وأنْ تنال الرضا والفوزَ يا عُمرُ
ولقد رثاه الشيخ إبراهيم جالو محمد الطالب بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية في منظومة بعنوان :
وداعاً لعالم الروضة
للهِ في الخلق ما وَّفى وما يذرُ *** هو المُميت كمَا قد أثبتَ الخبرُ
لا شيء يْبقى إذا ما جاءه أجلٌ *** ولا يُعجلُ إن لمْ يأتِهِ القدرُ
إن الحياةَ وإن طالت مُطيبةً *** للمرء يوماً أتاهُ الموتُ أو ضررُ
هي الدُّنا إنِّها دارٌ مزخرفةٌ *** أعظمْ بهَا غرراً ما فوقهُ غررُ
أين النبيونَ أتقى الناس قاطبةً *** قدْ غادروا ساحةَ الدنيا وما انتظروا
وأين أصحابهم أبطالُ أُمتهمْ *** خيرُ البريةِ إنْ غابُوا وإنْ حضروا
أينَ الرسولُ رفيعُ الشأن ذُو كرم *** وأين صاحبُهُ الصديق أو عمرُ
وأين عثمانُ ذُو النورين بعدهمُ *** أو أينَ عليٌّ كلُّهمْ غبَرُوا
لله دركَ حياًّ كنتَ يا عمرُ *** أو بعدَ موتٍ فما ألهاكمُ الغُررُ
إن الذي وهَبَ المُختارَ روضتهُ *** أعطاكَ منْ عِندهِ خيراً لهُ أثرُ
الكُلُّ يمْدحكمْ قبلَ الوفاة كَذَا *** بعد الوفاةِ , فلنْ ينساكم البشرُ
أسستم الخير في دارِ الحديثِ على *** نهج النبيِّ , وأس الخير مُنتصرُ
حاربتُم الشرَّ من شركٍ ومنْ بدع **حتى يُرى الحقُّ حقاًّ وهوَ يزدهِر
نشرتُم العلمَ دهراً في مجالسِكمْ *** طُوبى لسعيكم المشكور يا عُمرُ
العالمُ الجهبذُ النحريرُ ذُو كرمِ *** أفعالكمْ عظةٌ أقوالكم دررُ
قال النبيُّ وقال الله ديدنكمْ *** لا قالَ غيرُهُما جنٌّ ولا بشرُ
يا حلقةَ العلم غابتْ كنت قائِدها *** قدْ زانها الجِدُّ والأخلاقَ والعبرُ
منْ ذا لدارِ الحديثِ الغُر بعدكمُ *** ومن لروضتنا قد غِبتُمُ عُمرُ
من للصحيحن يا فاروقُ بعدكمُ *** وللمواعيظِ والتحديثِ مُنتظرُ
أو من لدرسِكُمُ بعدَ الصلاةِ إذا *** جمعٌ غفيرٌ من الطلابِ قد حضروا
لله قبرٌ حوى في طيهِ قَمَراً *** أعظم به خطراً ما فوقه خطرُ
لم يُخطئ المرءُ فيما قالهُ أملاً *** تبكي على عُمرَ , الروضُ والحُجرُ
يا آل فلاةَ صبراً نِلتم أجراً *** على الهموم , وخيرُ الناس مُصطبرُ
سلمْ وصَلِّ على خير الخلائق يا *** ربِّ الخلائِق من يُفني ومنْ يَذَرُ
رحم الله شيخنا العلامة المحدث أبا محمد عمر بن محمد فلاته
رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ورزقه شفاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وجمعنا معه في دار كرامته والحمد لله رب العالمين

--------------------
[1]  انظر لترجمته " علماء ومفكرون عرفتهم " للشيخ محمد المجذوب – رحمه الله – ت 1420 هـ .
-محاضرة مسجلة للعلامة الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد ألقيت في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بعنوان : كيف عرفت الشيخ عمر – رحمه الله .
- نشرة تعريفية بدار الحديث أعدها الشيخ عمر نفسه
- مقالة للأستاذ عبدالله بن عبدالرحيم عسيلان , نشرت في جريدة المدينة
- مقالة للأستاذ ناجي محمد حسن الأنصاري , نشرت في جريدة المدينة
- إجازة الشيخ لتلاميذه
[2] وسأترجم له فيما بعد إن شاء الله .
[3] شيوخه مذكورون ضمن إجازته المكتوبة للشيخ عمر فلاته – رحمه الله – في ثبته ( عقد اللآلي في الأسانيد العوالي " طبع سنة 1379هـ .
[4] انظر " مختصر رياض أهل الجنة بآثار أهل السنة " لعبدالباقي البعلي الحلبي ص79 , ومقدمة الناشر , و " إتحاف الإخوان باختصار مطمح الوجدان في أسانيد الشيخ عمر حمدان " ص 103-104
[5] وجزاه الله خيراً على هذا التفصيل الدقيق على طريقة المحدثين وعلى إفادتي ببعض المعلومات عن الشيخ رحمه الله .
[6] هذا من التوسل المشروع بالأعمال الصالحة , وهو من المرغوب فيه , كما في حديث أصحاب الغار وغيره .
[7]  دار الحديث بالمدينة
[8] روضة المسجد النبوي التي كانت غالب دروسه بجوارها
[9] إشارة إلى نيل الأوطار الذي استمر في تدريسه , وكذا سبل السلام , وكثير من أمهات السنة .
[10] سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
[11] إشارة إلى الأيام التي قضيتها معه في السفر في رحلتين قرر رسمياً – لكل رحلة منهما 45 يوماً وقد كانت في الواقع أكثر من ذلك .

05 مارس، 2010

تنظيم وتفعيل الذات

تنظيم وتفعيل الذات

الإسلام اليوم/ خاص

فكرة الكتاب:

الحياة ليست لباساً نرتديه ثم نخلعه، لكل منا حياته وذاته الخاصة به، وعلى درجة تحكمك بذاتك تكون درجة نجاحك، فإن التحكم بالذات هو مفتاحك للنجاح في علاقتك مع نفسك أولاً ثم مع الآخرين.

الفصل الأول

إدارة الحياة كلاعب الكرات (البهلوان)

هناك ثلاثة ميادين أساسية يخوض فيها الإنسان حياته، وهي العمل والمنزل والحياة الشخصية، ونجده ما بين مسيطر على أحد هذه الميادين، ومن النادر أن تجد من يسيطر على ميادين الحياة الأساسية، لذا على المرء أن يتأقلم ويتكيف مع حياته بما يشبه البهلوان الذي يبقي بعض الكرات في الهواء مع سيطرته على جميع الكرات.

·الضلوع بأكثر من طاقتك:

يتحمل البعض العديد من المسؤوليات في آن واحد بطيبة خاطر، وذلك لإدراكهم على إتمام هذه المسؤوليات بشكل صحيح، قد يكون هذا الوضع غير عادل بينما البقية يتحملون مسؤوليات بسيطة أو ربما أنك غير قادر على قول (لا) أو ربما تسمح لغيرك بالاعتماد عليك بشكل مستمر، يبقى كل ما قيل مقبولاً، لكن هذه المسؤوليات قد تزيد عليك بشكل يمنعك من إدارة شؤونك بنجاح، لذا اسأل نفسك، هل أنا ملزم بهذه المسؤوليات؟ قد تظن أن الآخرين يتوقعون منك العطاء دائماً، ولكن عليك أن تقرر قبول هذه المسؤوليات أو رفضها.

التعود على نمط ما:

إن التعود على نمطية معينة وثابتة وروتينية تعطيك شعوراً زائفاً بالأمان، فقد تشعر بأنك مشغول وأنك تبلي بلاءً حسناً، وخصوصاً في الأشياء التي تعودت على القيام بها، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنك ناجح ومنتج، هذا النوع من النمطية يجعلك غارقاً في بحر الروتين، وتعيقك عن التكيف مع أي تغيير يساعدك في إدارة شؤون حياتك بشكل أفضل.

التأقلم دون المستوى المطلوب:

قد تشعر أنك غير قادر على تنظيم أمورك بشكل أفضل؛ لكونك مشغولاً فوق العادة مما يجعل مستوى التنظيم الشخصي لديك دون الحد المطلوب، وإن توهمت أنك تتقدم خطوة فإنك تتراجع عدة خطوات، وهذا لا يعد تقدماً؛ لأنك إذا لم تنظم أمورك فليس من السهل أن تنجز أي عمل، لذا عليك بما يلي:

1) استفد من عمل أي مجهود لتنظيم أمورك.

2) قرر ما الذي تريد أن تقوم به والأهم لك.

3) الأمور المفروضة عليك والأمور التي تفرضها على نفسك.

الوقوع تحت ضغط ما:

عند إحساسك بأنك غير قادر على شؤون حياتك بشكل سليم، فهذا يعني أنك تقع تحت ضغوط معينة قد تكون غير معروفة لديك، جعلت العمل يخرج عن سيطرتك. بيد أن هناك ضغطاً صحياً بل ومطلوباً وهو الضغط الذي يدفعك للنجاح والإنجاز، وإنما نقصد هنا ذلكم الضغط الذي يمنعك من إنجاز أمورك بنجاح وإليك بعض الإشارات التي تدل على الضغط:

- تقديم الأعذار المستمرة لتخلفك عن إنجاز الأعمال في الوقت المحدد.

- عدم القيام بأعمال إضافية كنت تخطط القيام بها، وذلك لشعورك بالتعب الشديد.

- كونك شديد الحساسية وحاد المزاج بشأن أمور تافهة لم تزعجك في السابق.

- نقص حماسك المعتاد والذي يشتعل حيوية.

هذه الدلائل تشير إلى حدوث ضغط فتدفعك إلى تصرفات غير معتادة منك، وقد تدرك مستقبلاً أنك متعب ليس من العمل، بل من الضغط الناتج هو السبب في هذا الاجتهاد والتعب.

البحث عن الحلول غيرالمجدية:

عند بحثك لحلول للتعامل مع الصعوبات التي تواجهك، فإنه ربما طرقت بعض الحلول التي تبدو لك أنها حلول نهائية، ولكن هذه الحلول تحملك المزيد من المشاكل وليست هي بالحلول النهائية، بيد أن الذي يدفعك للحلول النهائية (المستعجلة) عدة أمور منها:

1) لوم الآخرين أو الظروف المحيطة، فهذا مخرج لتفادي الشعور بالذنب، وربما تنتهي بإقناع نفسك أنك أنت المسؤول عن حدوث المشكلة.

2) تجاهل المشاكل على أمل أن تتوارى مع مرور الزمن، ولكن الذي يحدث وللأسف ازدياد المشكلة حتى تصبح أزمة.

3) حجب الحقائق عن طريق (ما حرم الله) من تعاطي المخدرات أو الكحول اعتقاداً أن ذلك قد يكون مخرجاً، ولكن هذا الأمر يزيد الأمر سوءاً إلى سوء.

4) تناول الأطعمة قليلة أو عديمة الفائدة قد يكون وسيلة لتهدئة الأعصاب، ولكن نتيجة هذا الأمر قلقاً إضافياً يسبب زيادة الوزن، وقد تظهر بعض الأمراض المتتالية.

الأنظمة السابقة لا تعتبر وسائل ناجحة للتنظيم، بل إنها تزيد الأمر سوءاً وتعقيداً، وتقلب المشكلات إلى أزمات، بالرغم من أن هذه الأنظمة السابقة لا تؤمن سوى رفعاً للمعنويات ليس إلا.

نقص القدرة على إدراك التوجه الصحيح:

لكل منا توجهات يتطلع إليها، وعند انعدامها قد تكون هناك مشكلة أساسية، إذ إن انعدام التوجهات يجعلك مسلوب الأهداف، بل تكرس جهودك لمعالجة المشاكل عند بروزها.

أما إذا كنت لا تسعى نحو هدف محدد فستجد أنك تسير في حلقة، وتكتشف في النهاية أنك باقٍ في مكانك مثلك مثل الخلد، لذلك عليك أن تتوقف كلياً لتقيم الوضع الراهن وما تطمح للوصول إليه.

إذن ابحث عن عمل أكثر ملاءمة فلا أحد يجبرك على أن تسير في طريق ميؤوسٍ منه، فالحياة أقصر من أن تستمر في عمل لا نحبه، وعمرك أقصر مما تتوقع، فلا تعلم متى تغادر أنت هذه الحياة، وليس هناك وقت غير مناسب للبدء بل ابدأ الآن، وليس هناك داعٍ للشعور أن هذا قد فات أوانه، وليس هناك حاجة لإعادة الزمن إلى الوراء، لكن بمجرد إبطائه أو وقفه وتعديل مساره ومن ثم دفعه للأمام ثانية.

الفصل الثاني

فهم ذاتك

إذا كنت تسعى للحصول على الاستفادة القصوى من حياتك وعملك وتدير شؤون حياتك بنجاح، وأنك تفعل الأعمال التي تود القيام بها، عليك أن تفهم ذاتك وكيف تفضل أن تؤدي أعمالك.

تحديد الأفضليات:

عليك أن تدرك أفضلياتك التي تساعدك على التركيز على جهودك نحو ما تفضله وتجتنب ما لا تفضله، وهناك أربع مجموعات أساسية، وهي كما يلي/

(1) منظماً أو عفوياً:

إذا كنت تفضل أن تكون منظماً فسوف تشعر بالسعادة، خصوصاً في أعمال تتطلب التخطيط وتسلم العمل، ولكن قد تشعر بالسخط عند حدوث أي تغيير على مجرى الأمور حسب تخطيطك مما يجعلك قلقاً، أما إذا تناولت أمورك بالطريقة العفوية فسوف تشعر أكثر سعادة إذا كانت أعمالك تتطلب المرونة والثبات، وأما الأمور الروتينية فتشعرك بالسخط والضجر، وإذا ما حدث أي تغيير تستطيع أن تتأقلم معه بشكل سريع.

(2) واقعي أم حدسي:

إن طريقتك لاستيعاب المعلومات تلعب دوراً كبيراً في إدارة شؤون حياتك بفاعلية، فإذا كنت واقعاً فسوف تفضل أن تركز على المعلومات المتوافرة لديك، وذكر التفاصيل المهمة التي تؤثر على الأوضاع، ولكن انتبه أن تصرف جل وقتك في تجميع هذه المعلومات، أما إذا كنت حدسياً فسوف تفضل أن تنظر بشمولية مع رغبتك في اكتشاف كل الاهتمامات، فأنت لا تقتنع بالمعلومات المتوافرة بل تسعى لفرض الاحتمالات، وربما منعتك هذه الشمولية من التفصيل والوصول إلى حصيلة أكثر نجاحاً، بيد أن الواقعي يظل حبيس الواقع مقيداً بالمعلومات، ولا يحمل نفسه عناء النظر بصورة شمولية، إذن عليك أن تستخدم الوسيلة الفضلى لمعالجة المعلومات بصورة بناءةً ومنتجة.

احذر من أن تعمل في عمل لا تكون مواهبك مقدرة أو ضد أفضلياتك، فسوف ينتج عن ذلك الإحباط والأوهام، بل سوف تسعى وتبذل طاقتك في مجرد التكييف مع ما هو مطلوب منك.

(3) تحليلي أم عاطفي:

تعد جودة صنع القرار من الوسائل التي يتم من خلالها اتخاذ القرار، فإذا كنت تحليلياً أو منطقياً فسوف تكون قراراتك مبنية على المعلومات والأرقام المتوافرة، مما يعطيك الشعور بالسعادة خصوصاً عند التعامل بموضوعية، وفي هذه الأثناء غالباً ما يعتبرك الناس قاسي المشاعر بنظر العاطفيين، أما إذا تناولت أمورك بشكل عاطفي فسوف تعطل التحليل والمنطق وتكون أسير عاطفتك، لذا سوف تشعر بسعادة أكثر خصوصاً لدى مساعدة الآخرين، وسوف يضعك الناس بأنك رقيق المشاعر وحساساً بنظر التحليلين.

(4) اجتماعي أم انعزالي:

قد تكون اجتماعياً؛ لأنك ترغب في العمل مع الناس الذين يعملون في ظروف تكون فيها تبادل وجهات النظر مع الآخرين قوية، ويزيد إحباطك كلما قل تبادل وجهات النظر مع الآخرين، بينما يفضل البعض أن يكون منعزلاً ويعمل بهدوء، ويستمر في تلبية طلبات الآخرين مما يدفعه إلى الشعور بالضياع.

حدد اختياراتك:

عليك أن تحدد تصرفاتك حسب الأوضاع المتنوعة فهي التي تساعدك على النجاح.

- إذا كنت واقعياً ومنظماً فقد تكون شخصاً مسؤولاً وأكثر إنتاجاً، تتوخى الحذر والدقة في أعمالك.

- أما إذا كنت واقعياً وعفوياً فسوف تكون أكثر سعادة، وتكون أكثر مرونة وديناميكية على تحديد الخطأ وإيجاد ردة الفعل المناسبة والضرورية له.

- أما إذا كنت حدسياً وتحليلياً فسوف تكون مرتاحاً وواثقاً ما دام أن هناك هدفاً رئيساً تسعى له، وسوف تستعين بقدرتك لتصل إلى أهداف فأنت مبدع.

- أما إذا كنت حدسياً وعاطفياًَ فسوف تكون كل جهودك وقدراتك منصبة وموجهة نحو معاونة الآخرين وتطويرهم.

يتباين الناس من حيث الأفضليات، والاستفادة منها حسب الظروف التي تجعلها أكثر إنتاجية.

إذن تفحص أفضلياتك فهي تؤمن لك الكفاية في المعرفة الذاتية لاتخاذ القرارات الصحيحة بشأن العمل الذي يؤمن الاستفادة القصوى من ميزاتك، والذي بدوره يحقق ذاتك بشكل أفضل.

الفصل الثالث

أن تكون فعالاً

إن تنظيم أمورك بشكل فعال يعني أنك بعيداً عن أي مؤثرات خارجية تؤثر على أهدافك وأعمالك.

مراجعة المواقف:

بداية النجاح تبدأ عندما تقيم وضعك الراهن على المستوى الشخصي والمهني وما هو مطلوب منك ومن وقتك.

ضع قائمة بالأنشطة الرئيسة الحالية لك وميز فيها:

1- لنشاطات التي تستمتع بعملها.

2- لنشاطات التي ترغب بالعمل فيها أكثر.

3- لنشاطات التي ترغب بالعمل فيها أقل.

عند ذلك سوف تدرك الأعمال التي ترغب أن تقوم بها، وما تود أن تغيره أو تنصرف عنه.

تحديد توجهك:

لكي تحدد اتجاهك يتطلب أن تكون أكثر منهجية وموضوعية عليك أن تفكر بالذي تود أن تخبره على المستوى الشخصي والمستوى العملي.

- ياتك الشخصية/ ما يلزمك في علاقتك مع الأصدقاء العائلة وزملاء العمل.

- ياتك العملية/ ما تنوي إنجازه في مهنتك وتطوير ذاتك.

ابدأ في إنجاز ثلاثة أعمال من الأعمال المسجلة على لائحتك السابقة، فإذا كنت غير قادر على ذلك فذلك يعني أنك وضعت لنفسك أهدافاً غير واقعية، كلما كانت أهدافك معقولة وواقعية وتحقق بجهد معتدل كنت أقدر على إدارة شؤون حياتك بفاعلية.

اسأل نفسك سؤالين:

سـ/ ماذا تريد من حياتك؟ سـ/ إلى أين أنت ذاهب؟

تحديد مسؤولياتك:

إن تحدد المجالات التي تكون فيها مستعداً لتحمل المسؤولية يمنعك من تبديد جهودك في نشاطات تقلل من فاعليتك الشخصية، بعد ذلك حدد المسؤوليات غير المرغوب فيها ثم تخلص منها.

التكيف مع التغيير:

قليل من الأمور في الحياة تبقى ثابتة، لذا عليك أن تكون مستعداً للتأقلم والتكيف مع المتغيرات؛ لأن هذا جزء أساس من تنظيم شؤونك بفاعلية.

لا شك أن التغيير تجربة مخيفة ومغامرة مرعبة، ولكنك تجد نفسك مضطراً لمواجهة التغيير بل والتكييف معه بدلاً من أن تكون ضحية له.

وإليك ثلاث طرق أساسية لمواجهة التغييرات:

1 - توسيع بالمهارات عبر التحصيل العلمي وتعلم تقنيات جديدة وتجارب عديدة.

2 – زيادة التطور المعرفي، وكن مواكباً لتجدد المعلومة.

3 – انفتاح ذهنك لتطوير تصرفاتك إلى الأفضل.

لا شك عندما تستطيع تطوير معارفك ومهاراتك وقدراتك وحتى تصرفاتك فسوف تكون أقدر على التأقلم مع التغيير، وسوف تكون صانعاً له لا ضحية له، إضافة لاستعدادك لاستقبال الأفكار ووجهات النظر الحديثة.

·أن تكون منظماً:

لكي تكون قادراً على إدارة شؤون حياتك، عليك أن تكون منظماً في معرفة مواضع الأمور، ولا يتأتى ذلك إلا عن طريق التنظيم الشخصي، ولبلوغ ذلك عليك مراعاة ما يلي:

1- ستعمال المفكرة الورقية أو الإلكترونية لتسجيل المعلومات لكي تعرف كيف سيصرف وقتك.

2- ن تكون مرتباً، وهذا يؤهلك لتصل إلى معلوماتك بفاعلية.

3- بقاء الأشياء ذات الصلة المشتركة مع بعضها، بمعنى ربط الأشياء المشتركة برابط واحد، وهذا سيوفر لك الجهد والوقت إضافة لشعورك بالسيطرة على أمورك.

4- ن يكون لديك مجال للترويح عن النفس بشكل منتظم لتعطيك دافعاً للقيام بأعمالك بحيوية.

5- رتيب مكتبك في نهاية كل يوم يجعلك تبدأ بداية جديدة في اليوم التالي.

6- لاحتفاظ بمواد أولولية احتياطية، وهذا يمنعك من الوقوع في أزمة ناتجة عن النقص في التخطيط.

7- راجعة يومية للائحة الأمور المنقذة وشطبها والتي قيد التنفيذ والإعداد لها.

8- ن يكون لديك لائحة ثابتة لنشاطاتك المنتظمة كالأغراض المهمة للسفر مما يجعل عنصر النسيان نادراً.

أن يكون منظماًً فإن ذلك:

1) منعك من الشعور بتواتر الأعصاب أو التورط في أمور تعيق أو تقلل إنتاجك.

2) يمنعك من أن تحيد عن مهمتك الرئيسة، وتمتلك التكيف مع التغيير.

الفصل الرابع

تحمل المسؤولية

لكي تكون قادراً على التحكم بذاتك فأنت بحاجة إلى تحمل مسؤولية نفسك وأن تسعى لتحقيق أمورك، وحتى تحصل ذلك عليك بما يلي:

(1) تقييم ذاتك: كيف ترى نفسك هو أحد أهم المقومات في قبولك لتحمل المسؤولية، فإذا كنت لا تحاسب نفسك، ولا تقدرها فلن تكون جديراً بتحمل المسؤولية.

إن تحمل الأشياء التي تحبها هي التي تمنحك الثقة، فكن دائم الصلة في الأمور التي تمنحك الثقة وتحمل المسؤولية، وتجنب الأمور التي تخالف ميولك وإن كانت جذابة لك، إن رأيك بذاتك هو الوحيد الذي يهم، ولكن ليكن هذا الرأي جيد، فإذا كنت ترى أنك لا تستحق التقدير فلا تنتظر من الآخرين تقديرك، فانتبه إن حكمك على نفسك سيكون مطابقاً لحكم الآخرين عليك. إن تقديرك لذاتك يمنحك إحساساً بأهميتك ويؤهلك لتولي المسؤوليات.

(2) تأكيد ذاتك: هناك أمران في غاية الصعوبة؛ لأنهما ينضمان فرض الإدارة على الآخرين وهما:

أ) حصولك على مبتغاك:

إن حصولك على كل ما ترجوه أمر حسن، بيد أن ذلك لا يحدث بشكل دائم لأنك عادة تخاف الرفض، ولكي تشعر بالاستقرار النفسي عليك بوضع احتمال الرفض قريباً، وتتقبل هذه الحقيقة دون انزعاج، ومن السبل التي تساعدك على حصولك ما ترجوه هو أسلوبك الحسن.

ب) ممارسة حق الرفض:

قد تكون أنت ممن يتحرج أن يقول (لا) للآخرين وترى أنها مشكلة كبيرة، ولعلك تسأل نفسك لماذا أنا دائماً الذي أتلقى طلبات الآخرين، وأقوم بتنفيذها؟ يبدو أن السبب هو أنك لصيف ورقيق وتراعي مشاعر الآخرين، بل بالفعل هذا ما يراه الآخرون فيك، لذلك فأنت الذي تضمن لهم الخروج من الصعوبات في أمور لم يبذلوا فيها أي مجهود، لا شك أنك تحسن إنجاز الأمور فهذا جعلك محل ثقة للآخرين، ولكن كل ذلك على حساب حياتك الخاصة أو ربما أن الآخرين تسيطر عليهم الأنانية، لذلك تفحص طلب الآخرين منك، وإن كان سيستنفذ وقتك الثمين، وحاول إبراز المعلومات التي يمكن الحصول عليها، واترك الآخرين يكملوا بقية المهمة لكي يعتادوا على أداء المهام.

نحن نتحرج من قول (لا) للآخرين؛ لأننا نعتقد أن ذلك سيفقدنا شعبيتنا أو أن ينشئ الأحقاد علينا، أو أن نتعرض لأي ضغوط علينا. نعم قل (لا) بطريقة حازمة لا عدائية، اجعل كلمة (لا) طريقة بناءةً عبر إسداء النصائح والتوجيهات للآخرين وجعلهم يثقون بأنفسهم وقدراتهم لأداء المهام المختلفة، اعلم بأنك في هذه الطريقة تزيد من ثقة الآخرين بأنفسهم، إضافة إلى أنك قد قدرت وقتك الثمين، والناس تقدر كل من يقدر نفسه.

3)أن تكون مثابراً:

إن اتخاذ القرار في الوقت المناسب يدل على أن درجة الحزم عالية، إن النجاح لا يعتمد على الذكاء بشكل كبير، ولكن الإصدار والمثابرة هي أحد مقومات النجاح الأساسية، فالصعود للقمة ليس صعباً، ولكن الاستمرار في القمة هو الصعب والتحدي الأكبر، طبعاً عليك أن تدرك ما تفعله وتكون مقتنعاً به، نعم قد تجد بعض الانتقادات من الآخرين في تحديد الجوانب السلبية فقط، فهم يضعون العراقيل والعقبات لتحقيق مهمتك، لذا لا تستسلم أبداًَ وامضِ في طريقك ولا تصغِ للمثبطين والخاملين فالنجاح القوي هو الذي يأتي بعد عناء ومشقة.

4) التكيف مع الضغط:

لا شك أن حالتي الخوف والغضب تشكلان جزءاً من الإنسان، وجميع أجهزة الجسم وأجزائه تتكيف معها، فعند مواجهة المخاطر إما أنك تخاف وتقرر الهرب أو تغضب وتقرر المواجهة، وهذا الأمر يولد ما يعرف بالضغط الذي هو عبارة عن طاقة مكبوتة، ونجد أن وضع الجسم والفكر يعملان معاً بإشراكهما في نشاطات مختلفة مثل (الخوف والغضب)، فإما يزيدا من الضغط أو يقللا من الضغط، وهناك ثلاث رسائل للفكر تساعد على تقليل الضغط، وهي:

- الانهماك في أي نشاط فيزيائي يعيد للجسم حالته المتوازنة ويحقق التوتر.

- التحدث والاجتماعات والاتصالات والضحك والمرح عند الحديث مع الناس يحرر هذه الطاقة.

- التخطيط ووضع اللوائح والأنظمة، كلما زدت في تضييق هذه الوسائل سوف تعطي نتائج أفضل.

وهنك ثلاث وسائل للجسم تساعد على تقليل الضغط وهي:

- المشي السريع.

- ممارسة الرياضة كالسباحة فهي نوع من النشاط المريح.

- تمارين رياضية تعطي جسماً متناسقاً وأكثر لياقة.

مارس النشاط وإن قل، المهم أن يكون ضمن برنامجك اليومي بحيث يصبح هذا النشاط جزءاً من حياتك اليومية، عند ذلك سوف تشعر بالاضطراب عند عدم القيام به.

الفصل الخامس

الاتفاق مع الآخرين

تفرض علينا معظم النشاطات في حياتنا أن نتعامل مع الناس في العمل أو في المنزل، فإنك بحاجة أن تتعامل مع الآخرين لتحقق أهدافك، وكلما استطعت أن تجد نقاط اتفاق أو تشابه بينك وبين الآخرين استطعت أن تدير شؤونك بشكل جيد. إن الاتفاق الجيد مع الآخرين هو مهارة يتفاوت الناس فيها، ولكن عليك أن تتذكر أنك أنت الذي يحدد كيف يعاملك الناس، إذن إذا أردت أن تحسن علاقتك مع الناس لا بد أن تقيم ما هي نظرتك إليهم.

تصرفك تجاه الآخرين:

لكل منا رأيه الخاص في كل من يتعامل معه، وكذلك هم لديهم رأياً تجاه أنفسهم، وهذان الرأيان يشكلان الطريقة التي يتصرفون بها، ويتلخص هذا الأمر في أربع مجموعات:

1- أنا لست بوضع جيد – هم بوضع جيد.

يشعر بأنه إنسان مخطئ، بينما يشعر أن الآخرين أكثر حظاً وبراعة مما هو عليه.

2- أنا لست بوضع جيد – هم ليسوا بوضع جيد:

يرى أنه مخطئ ويرى أن الآخرين مخطئون، فهو لا يهتم برأيه أو رأي الآخرين.

3- أنا لست بوضع جيد – هم ليسوا بوضع جيد:

يعتبر نفسه أذكى الناس ويضع لنفسه ورأيه اعتباراً ومكانة، بينما يرى أن الآخرين أغبياء وليس لهم رأي أو اعتبار بل ومعاملتهم بازدراء.

4- أنا بوضع جيد –هم بوضع جيد:

يرى أنه يقدر نفسه ويؤدي عمله بشكل جيد، وهو كذلك يرى أن الآخرين أكفاء ومؤهلون للقيام بأعمالهم على أكمل وجه، ولأن هذا الشخص يقدر نفسه والآخرين، فهو أفضل هذه المجموعات؛ لأن تعامله سهل مع الآخرين وباستطاعته أن يميز بين التصرف السيئ والشخص السيئ.

أنت تملك الخيار:

لا يختلف اثنان أن أفضل الخيارات السابقة هو (أنا بوضع جيد – هم بوضع جيد) هذا يوفر احتراماً وتقديراً متبادلاً وبناء علاقات طيبة مع الآخرين،عبر إدراكك واختيارك لهذا الخيار سوف تسيطر على نفسك بشكل مباشر، وتدير شؤون حياتك بدلاً من جعل الأمور تتغلب عليك.

·القوة في تصرفك:

من خلال تصرفاتك يحكم الناس عليك بما تحتويه من مشاعر وأحاسيس، وعادة ما تعكس تصرفاتك ردود أفعال مماثلة عند الآخرين، وكلما كنت مهذباً ولطيفاً فستجد أن أغلب الناس يميلون للتجاوب والتعامل معك.

وضع مبدأً لك وهو (عامل الناس كما تحب أن يعاملوك).

الفصل السادس

العيش بإيجابية

إن الرضا عن النفس يمنحك أن تدير حياتك بشكل أفضل، وهذا كله مرتبط بموقفك في الحياة.

أن تكون إيجابياً:

كلما استطعت أن تفكر بشكل إيجابي سوف تكون تصرفاتك وتعاملك مع الآخرين إيجابياً، ولتحقيق ذلك عليك بما يلي:

1- أن تبقى هادئاً تمنع الآخرين من أن يستفزوك أو يستثمروك، فيدفعونك للغضب فهذا يعني أنهم ربحوا بينما هم استنفروا طاقتك كلها في الغضب.

2- ضع الأمور وراءك، وتجنب الانتقام من أي أحد سبب لك الإزعاج، وعليك أن تفكر بالأمر ملياً في أي تصرف.

3- اسع للفضيلة فعندما تكره شيئاً أو أحد ما، فاسعى إلى إيجاد الشيء الذي تحبه فيه، وكن منصفاً.

4- كن مريحاً، وإذا لم تستطع فمثل ذلك، وبعد فترة فسوف تكون لك عادة.

5- فكر بالمشاكل والأزمات على أنها تحديات ودروس واحتمل تحقيق نتائج إيجابية.

6- إذا كنت تشعر بالإحباط من أمر ما فوجه تفكيرك خارج هذا الأمر اقرأ كتاباً، اتصل بأحد معارفك، المهم أن تفرغ هذا الإحباط حتى لا يسيطر على حياتك.

7- الابتسامة سر المتفوقين، فهي تقوي مشاعرك وصلاتك مع الآخرين، بل تريح الجسم من الإجهاد والآلام بواسطة إفراز هرمون (الأندروفين).

8- اجعل لك مستشاراً (من الأقارب أو الأصدقاء) لجميع شؤون حياتك يساعد على تقييم نفسك بشكل إيجابي.

الاعتناء بنفسك:

لكي تدير شؤون حياتك بشكل أفضل عليك أن تهتم وتعتني بجسمك الذي يعطيك الطاقة الكافية لإدارة شؤون حياتك، لذا تعلم أن تدلل نفسك وتحفزها بل وتكافئها، وإليك بعض الوسائل المعينة على ذلك:

1-الجلوس في المغطس لبعض الوقت واستخدام بعض الروائح العطرية في المساء، واحرص على الإنارة الهادئة.

2- احجز لنفسك موعد جلسة تدليك (مساج).

3- خذ يومي إجازة تغيير الجو ومارس رياضتك المحببة.

4- التق بصديق عزيز وتناول معه الطعام أو الشاي في مكان عام.

5- خذ قسطاً من الوقت لتنهمك في شيء تحب القيام به.

قيادة حياة متوازنة:

إن العمل الشاق والمتواصل يشكل عبئاً على النفس، لذلك خذ وقتاً للراحة، ووازن أمورك بحكمة، وهذا سوف يجعلك تستمتع بعملك في العمل أو المنزل ولن تشعر بالملل والكسل.

تحقيق أحلامك:

لا شك أنك تسعى لتحقيق أحلامك على المدى البعيد، ولكنك ربما أنك أسير لبعض أحلام اليقظة غير المنطقية بالنسبة لاحتياجاتك، لذا حقق أحلامك ولو جزءاً منها بدلاً من كبتها في انتظار تحسن الظروف.

يعيش السعداء حياتهم لأنهم يسعون لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم فيما يمكن الحصول عليه بدلاً من التوق نحو ما لا يمكن الحصول عليه، ومن المفيد أنه بالقليل من التفكير الإيجابي والثبات والعزم، تقترب من تحقيق أحلامك.

الهدف النهائي:

تذكر أن من أساسيات تدبير شؤونك هو أن تشعر بالرضا، وأن تحقق ما تريد، وتذكر دائماً أنك تملك الخيار إذا لم تكن تشعر بالرضا عن نفسك، فربما يكون هذا باختيارك أنت، إذن تأكد من أن تتخذ مواقف إيجابية، تلك التي تحدد نجاحك.

فوائد التحكم بالذات/

إن التحكم بالذات لا يعني أن تدع الأمور تتحكم بك، بدلاً من أن تكون مسيطراً عليها.

- إن التحكم بالذات سوف يجعلك تستفيد من أمور حياتك بشكل أفضل.

- إن التحكم بالذات يعني السيطرة على الوقت بفاعلية.

- إن التحكم بالذات يجعلك تقود نفسك والآخرين.

التراث الأفريقي العربي بين الاندثار ومحاولات الإنقاذ

التراث الأفريقي العربي بين الاندثار ومحاولات الإنقاذmail

بقلم :الخضر بن عبد الباقي

المؤشرات العامة حول مدى الارتباط بين الجزيرة العربية والقبائل الأفريقية من ناحية، وبين مدى التطور التاريخ الحضاري في الجزء الغربي من القارة الأفريقية من ناحية أخرى تفيد بأنها شهدت تفاعلات إيجابية وبدرجات مذهلة من حضارة إلى أخرى إلى أن استوعبتها الحضارة الإسلامية التي صارت توجه دفة الحياة هناك توجيها مباشراً وكاملاً.

فقد امتدت الدعوة الإسلامية واللغة العربية إلى الجزء الغربي من القارة الأفريقية وقامت على إثرها ممالك أفريقية إسلامية ساهمت بشكل ايجابي في نقل ونشر حضارة الإسلام، فساعد بذلك على ازدهار تلك المنطقة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، ويُشار في هذا الصدد إلى ما لدولة المرابطين من مؤثرات قوية على انتشار الإسلام وثقافته في إمبراطورية غانا القديمة ومساهمتها في قيام ممالك إسلامية في كل من غانة ومالي وصنغي وبرنو وكانم.

وقد تفاعل الأفارقة المسلمون من رجال تلك الممالك مع هذا الإشعاع الحضاري الإسلامي العربي في غاية من الإيجابية والقبول، حيث ساهموا في ازدهار هذه الثقافة العربية الإسلامية، وكانوا أول من قاموا بتعريب ألسنتهم وانصهروا في بوتقة الثقافة العربية الإسلامية تماماً حتى أتقنوها وبرعوا فيها، فخلفوا لنا ثروة علمية هائلة عُدّت من عيون التراث العربي الإسلامي، ممثلة في آلاف المخطوطات المكتوبة باللغة العربية في مختلف الفنون والعلوم، ومتفرقة في أنحاء المناطق والأمصار.

وإذا كانت المخطوطات تُعد من أهم أوعية المعرفة القيمة والنادرة، ومن كُبريات الشواهد المادية والتاريخية للاستدلال على المستوى العلمي والحضاري والفكري لأية أمة من الأمم، فإن منطقة غرب أفريقيا تزخر بالعديد من تلك الشواهد التاريخية الحية والنماذج الحقيقية عما وصل إليه العلماء الأفارقة المسلمون في مجال الإسهام الحضاري للثقافة العربية عبر عصور التاريخ المختلفة.

تاريخ المخطوطات العربية

يرجع تاريخ المخطوطات العربية في غرب أفريقيا إلى وقت مبكر جداً، قبل القرن الثالث عشر الميلادي، إلا أنها شهدت ازدهاراً وتطوراً كبيرين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، وكثرت فيهما المؤلفات العربية وقامت حركات الجهاد الإسلامي في أغلب أنحاء المنطقة، والتي واكبتها ثورة علمية تجديدية مثل: حركة الشيخ عثمان بن فودي في منطقة شمال نيجيريا، وحركة الشيخ أحمد حم لب في مالي، وحركة الشيخ عمر بن سعيد الفوتي في فولتا جالو(السنغال) وحركة الشيخ محمد الأمير الكانمي في برنو (شرق شمال نيجيريا) وغيرهم،وكانت اللغة الرسمية لهذه الحركات والتنظيمات هي العربية وهي لغة المراسلات والقضاء وجميع العقود، كما أن اللغات المحلية مثل: الفلانية والهوساوية والبمبرا واليوربا والكانورية كانت تكتب بالحرف العربي، وما زالت آلاف الوثائق والمخطوطات بهذه اللغات مكتوبة بالحرف العربي.

كوارث وهجمات على التراث

تعرض هذا التراث العربي الأفريقي الضخم إلى أكثر من كارثة، عبر العصور التاريخية المختلفة، فقد كان التدمير الذي تعرض له هذا التراث في القرن العاشر الهجري على يد" هولاكو الأفريقي" أكبر فظاعة من هجمات هولاكو التتار في العراق، وتذكر بعض المصادر التاريخية مثل (تاريخ تمبكتو) أن الهجمات التي شنّها سلطان مراكش على ملوك صنغاي قد أسفرت عن إحراق منازل العلماء ومكتباتهم التي كانت تحتوي على نفائس الكتب المخطوطات.

كما تعرّض لكارثة أخرى خلال حركة القضاء على تجارة الرق في الفترة ما بين القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر الميلادي؛ حيث دمّر الكثير من هذا التراث، إضافة لما تعرّض له إبان محاربة الممالك الهوساوية من قبل رجالات الجهاد في الإمبراطورية الصوكوتوتية، الأمر الذي أدّى إلى تدمير معظم وثائق ومؤلفات دول الهوسا، غير أن السلطان محمد بللو سرعان ما أدرك قيمة تلك الوثائق والمؤلفات فأقبل على دراسة ما تبقى منها، واعتمد عليها في إصدار كتب ومراجع عن تاريخ الهوسا، وكانت الكارثة الأخيرة التي حلت بالمخطوطات العربية قد جاءت من الهجوم الوحشي من القوات الاستعمارية الأوربية التي داهمت ودمرت المدن والإمبراطوريات الإسلامية الزاهرة في غرب أفريقيا.

محاولات الإنقاذ

جرت عدة محاولات لإنقاذ التراث العربي الأفريقي من الكوارث والهجمات التي تعرّض لها، وهناك محاولات أخرى لبلورة ذلك التراث العلمي الضخم ليري النور ولتعم فائدته على نطاق أوسع، غير أنه يجب أن نسجل هنا - للأمانة العلمية وللتاريخ أن المبادرات الأولية لهذه المحاولات قد جاءت من الغرب، والأوساط العلمية في أوربا، وكان العالم الرحالة الألماني بارث (barth)(1849م) من بين المهمومين بهذا التراث وإنقاذه، وكان من نتائج جهوده العثور على مخطوطة في برنو بها أسماء ملوك برنو القدماء ومخطوطة بها أسماء ملوك كاتسنا من الهوسا، كما عثر على كتاب تاريخ السودان لعبد الرحمن السعدي، علاوة على عثوره على مخطوطات عربية عن تاريخ مملكة صنغي وأخرى عن تاريخ برنو وقام بنشرها جميعاً.

وكما جمع الأكاديمي الليبيري المسيحي عدداً من المخطوطات العربية في 1856م، وسافر بها إلى بلاد المشرق العربي، وساهم عدد من العلماء الفرنسيين في التنقيب عن المخطوطات العربية في البلاد الأفريقية الفرنفكونية ونقلوا عدداً منها إلى فرنسا، وتشير بعض المصادر إلى أن حوالي أربعمائة مخطوطة عربية لعلماء أفارقة تم نقلها إلى فرنسا، كما ساهموا في ترجمة بعضها إلى اللغات الأوربية المختلفة، كما ساهم العلماء الإنجليز في هذا المجال أمثال "سيررتشموند" (palmer) حاكم نيجيريا خلال فترة الاحتلال البريطاني، الذي نشر أكثر من (22) مخطوطة عربية في لاغوس عام 1928م.

أما الجهود الوطنية الأفريقية الخالصة في هذا المجال فقد كانت متأخرة بعض الشيء ، وهي على قسمين،أولها: الجهود الفردية وثانيها : الجهود المؤسساتية.

وتمثل الجهود الفردية المكتبات الخاصة بالعلماء والدعاة الأفارقة المعنيين من الغيورين على التراث العربي الأفريقي، وتستهدف جمع تلك المخطوطات والوثائق العربية وغيرها من المكتوب بالحرف العربي والتي مازالت مبعثرة بأيدي الأفراد والأسر القريبة من العلماء والسلاطين، ولعل من أبرز بيوت العلماء الشهيرة باحتواء المخطوطات العربية بيت وزير صكوتو الوزير جنيد، وبيت الشيخ محمد ناصر الدين كبرا بمدينة كانو والذي يحوي أكثر من ألفي مخطوط، وقصر أمير كانو، وقصر السلطان أبو بكر بمدينة صوكوتو، وقصر شيخ برنو سلطان برنو بمدينة ميدوغري، وكلها بمناطق شمال نيجيريا.

غير أن المخطوطات الموجودة في هذه الأماكن تنتظر الجمع والحصر والتسجيل والإعداد الفني والحفظ والقيد، ليتمكن الباحثون والمحققون من الوصول إليها والاستفادة منها في مشروعات الأطروحات العلمية.

غير أن بعض تلك المراكز لا تجد العناية الكافية من الجهات الرسمية والبعض الآخر أنشأه متحمسون للتراث العربي لكن أموره وصل إلى أيدي أناس لا صلة لهم بالثقافة العربية الأمر الذي عرض تلك لمخطوطات للإهمال والتهميش، وللأسف الشديد عرضة للضياع وتسرب بعضها إلى أياد غير أمينة، وهي بين أحفاد أصحابها، ومن المفارقات العجيبة أن بعضها الآخر، أو نسخاً منها أو حتى أصولها محفوظة مرمّمة بأحدث الأجهزة والوسائل الحديثة في مكتبات لندن وباريس وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية!!

B_sombo pullo Galgani

04 مارس، 2010

كيف تكتسب الثقة في نفسك؟

كيف تكتسب الثقة في نفسك؟

عوض بن محمد مرضاح

إن الثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة، وإن الوقوع تحت وطأة الشعور بالسلبية والتردد وعدم الاطمئنان للإمكانات هو بداية الإخفاق، وكثير من الطاقات أُهدرت وضاعت بسبب عدم إدراك أصحابها لما يتمتعون به من إمكانات أنعم الله بها عليهم لو استغلوها لاستطاعوا بها أن يفعلوا الكثير.

وإليك بعض الخطوات التي يمكن بها التخلص من كثير من الأفكار والمشاعر السلبية في حياتك، سواء كانت في الفكر أو السلوك أو الأخلاق، أو العادات أو الكلمات أو غيرها، لترفعها من على كاهلك، وتحرّر نفسك من وطأتها، وتنطلق بالنفس نحو الحياة بثقة أكبر وآمال مشرقة أوسع:

1- حدّدْ بتجرد وبلا مبالغة أهم الأفكار والصفات السلبية في حياتك.

2- أفردْ كل فكرة أو صفة على حدة.

3- فكّر فيها تفكيراً منطقياً تحليلياً يؤدي إلى معرفتها وذلك بمعرفة أسبابها وحقيقتها، وهل هي واقع حقيقي فعلاً أو وهم وخيال؟

4- إن كانت من الأوهام فحرّر نفسك منها، وإن كانت واقعاً حقيقياً فتخلّص من أسبابها، وقلّصها إلى أدنى قدر ممكن، واعلم أن الصفة كلما كانت أكثر رسوخاً في حياتك كلما كان استبعادها يحتاج إلى جهد أكبر وزمن أطول.

5- اربطْ ذهنك، وفكّرْ بشكل مركز، وليكن في لحظات صفاء وبعيداً عن الشواغل والقلق بموقف إيجابي مهم في حياتك، مستعيداً كل تفاصيله: من صوت وصورة ومشاعر وأجواء محيطة، فإذا بلغت الذروة من النشاط الذهني والارتياح النفسي والانشراح القلبي، وغبت عن واقعك، أو كدت فحرك شيئاً من جوارحك أو تذكر يوم زواجك أو ليلة قمتها لله أو سماعك خبراً ساراً للمسلمين، أو أول يوم رأيت فيه أحد الحرمين أو نحو ذلك.

6- كرّرْ ذلك مرات، ومرات حتى يرتبط هذا الموقف الإيجابي بكل مشاعره وتداعياته النفسية والشعورية بهذه الحركة آلياً؛ فبمجرد صدور هذه الحركة منك تنتقل آلياً إلى تلك الحالة النفسية الإيجابية العالية، وإن لم تتذكر الموقف المادي الذي كان سبباً لها.

7- إذا وردت عليك أي من تلك المشاعر أو الأفكار السلبية في أي موقف فما عليك إلا أن تغمض عينيك قليلاً، وتخرج من تلك الأفكار، ثم تتخيل أمامك لوحة كُتب عليها بخط بارز ولون صارخ كلمة (قف)!

8- تأمّل هذه الكلمة بعض الوقت، وكرر النظر فيها مرة بعد أخرى حتى كأنك لم تعد ترى غيرها.

9- تجاوزها بنظرك متخيلاً وراءها حدائق غناء وأنهاراً جارية وطيوراً مغردة ونسيماً من الهواء عليلاً، وتمتع به قليلاً. كل ذلك وأنت مغمض لعينيك.

10- انتقل إلى المثير الإيجابي، وحرك الجارحة التي أصبحت مفتاحاً له كما في الفقرة رقم (5)، واستغرق فيه قليلاً حتى تتبدل حالتك النفسية، وتختفي مشاعرك السلبية تاماً.

11- عدْ للتفكير فيما كنت فيه من شأن ومن عمل.

12- إذا عادت الأفكار السلبية للإلحاح مرة أخرى، فتوقفْ عن العمل تماماً في هذه اللحظات، وعشْ فقط في ذكريات الحالة الإيجابية.

13- لا تنسَ اللجوء إلى الله ابتداء ونهاية؛ لأنه هو الذي أضحك وأبكى، فبالتوبة والاستغفار ودوام ذكر الله تحيا القلوب ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .

* المستشار المدرب والمحترف لتطوير الذات

01 مارس، 2010

الشخصيّة المتطوّرة..منافع تتعدّى الذات

الشخصيّة المتطوّرة..منافع تتعدّى الذات

الخميس 13 ربيع الثاني 1427

صالح الشمري

إنْ وقفت لحظة تأمّل مع النفس، وقلّبت الفكر في أحوال الناس تتراءى لك بعض الشخصيّات التي تغيّرت أحوالها للأفضل بشكل واضح، وقد يكون أحدها ممن تعرفه في وقت سابق، ولم تكن تلك حاله، ثم هو الآن شخصية مختلفة تماماً. ألم تسأل نفسك: ما الذي غيّر في شخصيته حتى وصل إلى هذا المستوى من التقدم سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أو العملي؟ كل ما هنالك أن هذا الفرد قد سبقك بالتفكير في أمر محدّد وهو تطوير الذات، ثم هو عزم وقرّر بأن يطوّر نفسه، وبالفعل بدأ يخطو فعلياً بهدفه حتى وصل إلى ما وصل إليه بل إن حصل وابتعدت عن هذا الشخص فترة من الزمن، ثم شاء القدر وجمعك به حتماً فإنك لن تجده على تلك الحال التي تركته فيها.

من نعم الله -عز وجل- أن من طبيعة البشر القابليّة للتغيير، وهي سلاح ذو حدين؛ فقد يكون تغيّرك للأفضل كما هو مطلوب منك، أو يصل بك الحال أقل كثيراً مما كنت تطمح إليه! وحاشانا أن ندعوك لذلك؛ فقط أردت أن ألفت نظرك إلى هذه النقطة. فأهمية تطوير الذات تنبع من أننا -أفراداً وجماعاتٍ- كثيراً ما نمارس أنشطة مختلفة، وفي بيئات متباينة وهذا يتطلب منا أن نكون على قدر يساوي تلك الأنشطة التي نحتكّ بها فإن لم يكن الفرد منا ذو شخصيّة متطوّرة ومتجدّدة فلن ننجح في تحقيق مصالحنا (ذواتنا)، وبالتالي فإن الفرص التي تسنح لنا في التقدم ستكون على قدر ما نحن فيه من تطوير، دعني أضرب لك بعض الأمثلة لأقرب لك المفهوم ولتدرك ما أقول..

1- على مستوى الأسرة ..هبْ أنك ممن نشأ في بيئة ذات مستوى ثقافي متواضع تفتقد لتلك المهارات التربوية المتعلقة بالتعامل مع المراهقين، وكنت ممن واجه بعض الصراعات الخاصة بتلك المرحلة، فإن النتيجة في الغالب أنك ستعاني حتى بعد تجاوزك المراهقة من بعض ما قد بنيته من قناعات في ظل غياب التوجيه الواعي والسديد..ترى ألا تعتقد لو طوّر أحد والديك ذاته في النواحي التربويّة، أنه كان سيأخذ بيدك، ويقوم بتعريفك بما تمرّ به في هذه الفترة من العمر، ويأخذ في توجيهك حتى تصبح تلك السلوكيات مجرّد ظواهر عابرة مرت في حياتك، واستطعت تجاوزها دون أدنى تأثير على حياتك.

2- على المستوى العملي .. أُعلن عن فرصة عمل ذات امتيازات متعددة، وتقدمت أنت ومجموعة كانت معك؛ ولأنك ممن أدرك جيداً أهمية التطوير الشخصي كنت أكثر المتقدمين حصولاً على الشهادات والخبرات وذلك جراء مشاركتك في العديد من الدورات، وورش العمل والتي أكسبتك بعض المهارات الإدارية، وبعد المقابلة تم اختيارك من بين جميع المتقدمين لتعيينك فوراً في الشركة. هل ترى بأن حالك ستكون هي نفس الحال، وأنت لا تحمل معك من الأوراق سوى الشهادات الدراسيّة؟

ما أودّ قوله: إن الشخصية المتطورة لا يقتصر نفعها على ذاتها فقط بل هو أبعد من ذلك ليصل إلى المجتمع الذي هوجزء منه. إن عملية تطوير الذات لكونها تحدث تغييراً في شخصية الفرد تواجه -كغيرها من عمليات التغيير- جانباً من العقبات كالسلبيّة مثلاً التي قد تواجهها من بعض الناس متمثلة في التثبيط وعدم التشجيع، وهي عقبة كؤود غالباً ما تقف حائلاً دون تقدّمك ونجاحك، وكذلك الانشغالات في دوامّة الحياة مع عدم توفّر المال. أيضاً الركون للكسل والدعة مع انعدام الحافز والدافع، وأخيراً وليس آخراً التسويف(عدو المشروعات الطموحة). هذه بعض العقبات وليست كلها، تلك التي تواجه بعض الناس عند القيام بعملية التطوير، وإليك الآن شيئاً من الطرق والوسائل السريعة التي ستعينك -بإذن الله- على المضيّ قدماً في مشروعك التطويري الواعد وهي على النحو التالي:

1- أخلص نيتك لله بأن تكون أعمالك مما تنفع بها أمتك ومجتمعك المسلم، وأن تكون لبنة في بناء هذا الصرح الشامخ.

2- أحسن الظن بنفسك، وثقْ جيداً أن ما سيصدر منك من الخير أكثر وأعظم مما تظن.

3- داوم على عادة القراءة لأنها من عادات الناجحين في الحياة، وعليك بالقراءة المتخصصة في الباب الذي تجيده وتحسنه، وفي كل مرة زدْ من قدر الوقت الذي تقضيه بها أكثر مما كنت تقضيه في السابق.

4- احرصْ على الخُلطة بالناجحين والمتميّزين من الناس، ثم كوّن صداقاتك وعلاقاتك مع معظمهم، واجعل هدفك هو أن تتقدم باستمرار، واعلم أن القاعدة تقول: (خالط الناس الذين يعينونك على تحقيق أهدافك).

5- ابتعد عن السلبيّين وأصحاب الهمم المتدنّية، ولا تكثر الجلوس معهم أو الاستماع لآرائهم.

6- خصّص جزءاً من الوقت والمال لعملية التطوير وتذكر: قليل دائم خير من كثير منقطع.

7- تأمّل جيداً الفرص التي تعود عليك جرّاء عملية التطوير سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي، واجعل ذلك حافزاً لك على الاستمرار والمواصلة.

8- لا تسوّف كثيراً في مشروعك التطويري وإن طال بك المقام وأنت تسوف فابدأ بأي حال؛ فإن الاستمرار في ذلك لا يدعك تبدأ مطلقاً وتذكّر: مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة.

أخيراً اعلم بأن الدراسات العلميّة تؤكد بأن العقل البشري لم يخرج من طاقته المخبوءة سوى10% فقط رغم كل ما تراه، وأن 90% مازالت مطمورة بانتظار من يخرجها ومن يدري.. فلعل ما تقرؤه يكون نقطة التحوّل في حياتك للأفضل بإذن الله..

* خبير تطوير إداري وتنمية بشرية.

Ɓii Pullo : Babiker Mohamed