BP Pixel code

BEE PULLO

27 يناير، 2010

اللغات الافريقية

اللغات الافريقية

اللغات الإفريقية
ليس ثمة وثائق توضح بدقة تامة عدد اللغات المستعملة في إفريقية. ففي حين يرى بعض الباحثين أنها تسعمئة يرى آخرون أنها تجاوز الألف، ومهما يكن العدد الحقيقي فإن الدارسين يتفقون على أن إفريقية تتميز، على تعدد لغاتها ولهجاتها، بانتشار اللغة العربية على نطاق واسع في المناطق الشمالية منها مثل مصر والسودان وليبية وتونس والجزائر والمغرب والصومال وجيبوتي وتنزانية وموريتانية. وتتصف كذلك بشيوع مايسمى «اللغة المشتركة» في الداخل: فهناك لغات إفريقية كثيرة ممزوجة باللغة العربية مثل «السواحلية» التي تعدّ اللغة الرسمية في تنزانية وكينية والتي تستخدم أيضاً لغة مشتركة في شرقي إفريقية، ولغة «اللينغالا» التي هي نمط هجين للغة «الزولو» ممزوجة بالإنكليزية و«الإفريكانية»، وهناك أيضاً اللغات الإنكليزية والفرنسية والبرتغالية والإيطالية التي تستخدم لغات مشتركة تنتشر في مناطق متفرقة في إفريقية. فالإنكليزية الهجينة تستعمل في الكمرون وغربي إفريقية، ولغة «كريو»، وهي نمط من الإنكليزية الهجينة، تستعمل في فريتاون في سيراليون. وهناك أنماط مختلفة للبرتغالية الهجينة تنتشر في جزر الرأس الأخضر وغينية البرتغالية، كما تستعمل اللغة «الإفريكانية»، وهي لهجة هولندية مبسطة، في جنوب إفريقية.
يرد الباحثون ظاهرة التهجين هذه إلى حاجة السكان الأفارقة إلى توليد لغة مشتركة تستخدم وسيلة للتفاهم فيما بينهم بسبب الاختلاف الواضح بين لغاتهم، وقد أسهم هذا الاختلاف، إلى حد كبير، في تعثر محاولات كثيرة لوضع تصنيفات سلالية للغات الإفريقية.
ومن بين هذه المحاولات مافعله المبشر سيغزموند كوله Sigismund Koelle في سيراليون حين قام بجمع قوائم كلمات تنتمي إلى مئة وخمسين لغة مختلفة تستعمل في غربي إفريقية، وضمنها كلمات من لغات تنتمي إلى أسرة لغات البانتو، وقد حقق كول نجاحاً نسبياً في إرساء القواعد الأساسية لأسرة لغات الماندي. أما عالم اللغة النمسوي فردريش مولر Friedrich Muller فقد انفرد في وضع تصنيفات سلالية لعدد كبير من اللغات على أساس مفهومات لغوية وعرقية. وقسم مولر اللغات الإفريقية إلى ست مجموعات: لغات سان (بوشمن) والهوتنتوت، ولغات البانتو، واللغات الزنجية، واللغات الحامية، واللغات السامية، واللغات النوبية، وأما لبسيوس Lepsius فقد قسم اللغات الإفريقية إلى لغات سامية ولغات حامية تضم بينها لغة الحوصة (الهوسا) والأمازيغية والهوتنتية ولغات زنجية تشتمل على فرعين رئيسين هما لغات البانتو ولغات زنجية مختلفة.
ثم جاء بعد ذلك عالم اللغة الألماني كارل ماينهوف Carl Meinhof ليدخل بعض التعديلات على التصنيف السلالي الذي وضعه لبسيوس، فاقترح إضافة عدد من اللغات، مثل الفولانية والمساي والباري، إلى المجموعة الحامية، في حين صنف زميله ديتريش ويسترمان Dietrich Westermann جميع اللغات التي لا تنتمي إلى البانتو والحامية والسامية تحت اسم الأسرة السودانية.
والدارس لهذه التصنيفات السلالية يجدها تفتقر إلى الدقة والشمول، ولعل أفضلها التصنيف السلالي الذي وضعه عالم اللغة الأمريكي جوزيف غرينبرغ Joseph Greenberg أساساً للبحث، ذلك أن التصنيف المذكور ليس أكثر شيوعاً وشمولاً من غيره وحسب، بل إنه يتسم كذلك بالدقة العلمية في تحديد السمات اللغوية المشتركة المعتمدة أساساً للتصنيف السلالي. فقد أكد غرينبرغ ناحية التشابه في الصوت والمعنى بين لغتين أو أكثر وعدَّ هذا التشابه دلالة واضحة على وجود علاقات نَسَب تفرض على الباحث تصنيف اللغات المتشابهة في مجموعة واحدة.
قسم غرينبرغ اللغات الإفريقية إلى أربع أسر رئيسية مستقلة هي: الأسرة النيجيرية الكردفانية، وأسرة النيل الصحراوية، والأسرة الخوسانية (الخوصَّة)، والأسرة الحامية (السامية). ويمكن تقسيم الأسرة الرئيسة الواحدة إلى أكثر من أسرة ثانوية، والأسرة الثانوية الواحدة إلى مجموعات، والمجموعة إلى فروع، والفرع الواحد إلى لغات مفردة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن اللغة المدغسكرية المعروفة باسم «الملكاش» والمستعملة في جزيرة مدغسكر، لاتدخل ضمن التصنيف السلالي للغات الإفريقية لأنها تنتمي إلى أسرة اللغات الأسترونيزية أو الملاوية البولينيزية[ر].
والحقيقة أن التقسيم الجديد الذي وضعه غرينبرغ عام 1963 يعدّ أكثر دقة ومطابقة لتطور اللغات الإفريقية وللعوامل المختلفة التي أثرت فيها.
1ـ الأسرة النيجيرية الكردفانية الرئيسة
تقسم الأسرة النيجيرية الكردفانية الرئيسة إلى أسرتين ثانويتين متفاوتتين في الحجم: الأسرة الكردفانية وتضم لغات يراوح عددها بين سبع وعشر تُستخدم في شمالي إقليم كردفان وجنوبيه في السودان، ومن أشهرها «الكادوغلي ـ كرونغو» والأسرة النيجيرية الكونغولية التي تعدّ أكبر الأسر اللغوية في القارة الإفريقية إذ تضم لغات كثيرة جداً تتفرع عنها آلاف اللهجات المختلفة. فاللغة السواحلية مثلاً التي تنتمي إلى لغات البانتو ضمن هذه الأسرة، تستخدم سبع عشرة لهجة رئيسية تتفرع منها خمس عشرة لهجة مختلفة، أما لغات البانتو فتستخدم اثنتي عشرة لهجة. وتنتشر اللغات النيجيرية الكونغولية في شبه الصحراء الإفريقية والمناطق الواقعة غرب نهر النيل. وتقسم الأسرة إلى ست مجموعات وذلك على الوجه التالي:
مجموعة الأطلسي الغربية: تضم هذه المجموعة 43 لغة تنتشر في السنغال وغامبية وغينية وغينية بيساو وسيراليون وليبيرية، وتقسم إلى فرعين: الشمالي والغربي. ومن أشهر لغات الفرع الشمالي «الفولانية» التي تعرف بأسماء كثيرة مثل «الفولبي» و«الغولا» و«البيول» وهي لغة شعب مسلم يعيش حياة رعوية في مناطق مختلفة في نيجيرية ومالي وغينية والكمرون والنيجر. وتتميز «الفولانية» من سائر اللغات الإفريقية في أن التغيرات النحوية التي تطرأ على الكلمات فيها تحدث تعديلات جذرية في بداية الكلمة ونهايتها.
ويضم الفرع الشمالي لغات أخرى مثل «البلنتي» و«البانيوم» و«البيفادا» و«البولاما» و«النالو» و«الولوف».
أما الفرع الغربي فيضم لغات مثل «الباغا» و«البولون» و«الكيسي» و«الليمبا» و«اللاندوما» و«التمني».
مجموعة الماندي: تضم هذه المجموعة 26 لغة أهمها «البمبارية» المستعملة في المنطقة الواقعة بين مالي وغينية، و«الماندية» المستخدمة في سيراليون و«المالينكي» و«الكبيلي» و«الفاي». وتنتشر لغات المجموعة أيضاً في ليبيرية وساحل العاج والفولتة العليا (بوركينا فاسو) وغانة ونيجيرية. وتتميز لغات هذه المجموعة بظاهرة نحوية مشتركة: فهي تفرق بين الأسماء الحرة التي تدل على الملكية المنقولة والملكية الثابتة، من جهة، والأسماء التابعة التي تدل على الملكية الخاصة مثل الأقارب وأعضاء جسم الإنسان، من جهة أخرى. واللغات الماندية نغمية تلعب فيها النغمة وظيفة تقابلية فهي تكشف عن مفارقات نحوية في الجملة أو التراكيب المتماثلة ولكنها في الوقت نفسه لاتحدث تغيرات في المعنى الدلالي للكلمة.
مجموعة الفولتة (الغور): تضم المجموعة 79 لغة تنتشر شمالي توغو وغانة وساحل العاج وبنين والفولتة العليا، وفي المنطقة الواقعة بين نهر النيجر ونهر بوركينا فاسو في مالي. وثمة ظاهرة واضحة في لغات هذه المجموعة وهي أن الأسماء تقبل السوابق واللواحق على نطاق واسع: فالاسم الذي يدل على إنسان مثلاً ينتهي باللاحقة «a» التي تتحول إلى «ba» في حالة الجمع، كما أن هناك ثلاثة أنواع مختلفة للاسم للدلالة على بني البشر والحيوانات والسوائل.
مجموعة الكوا: تنتمي إلى هذه المجموعة 73 لغة نغمية تنتشر على طول الساحل الأطلسي بدءاً من غربي ليبيرية حتى نيجيرية، بما في ذلك الأجزاء الجنوبية من ساحل العاج، وفي غانة وتوغو وبنين. ومن أشهر لغاتها «اليوروبا» المستعملة في الغرب والجنوب الغربي من نيجيرية و«الإيبو» المستخدمة غرب نهر النيجر، ولغات «آكن» و«آني» و«بنين». والجدير بالذكر أن لغات المجموعة ذات آداب مدونة، وتنفرد لغة اليوروبا بأن لها معجماً قام بتحقيقه أحد السكان الأفارقة المحليين. وتتميز الكلمات في لغات المجموعة بالقِصر، كما أن الاسم يبدأ بحرف صائت، أما أسماء العلم فتبدو طويلة لأنها غالباً ماتكون مركبة من عدة كلمات.
مجموعة الأدماوا الشرقية: تضم المجموعة 112 لغة تنتشر وسط نيجيرية وشمالي الكمرون وفي جمهورية إفريقية الوسطى وشمالي الكونغو الديمقراطية، ومن أمثلتها «البايا» و«الزاندي» المستخدمة شمال نهر الكونغو و«سانغو» المستعملة في المناطق الممتدة على طول نهر أبانجي. وتعدّ «السانغو» لغة مشتركة في جمهورية إفريقية الوسطى، وتقسم مجموعة الأدماوا الشرقية إلى فرعين: لغات الأدماوا المستعملة في نيجيرية، واللغات الشرقية المستخدمة في الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقية الوسطى.
مجموعة البينوية الكونغولية: تتألف هذه المجموعة على نحو رئيسي من لغات البانتو التي يقارب عددها سبعمئة وهي منتشرة انتشاراً واسعاً بدءاً من نيجيرية وانتهاء بجنوبي إفريقية ورأس الرجاء الصالح. وتنتمي أيضاً إلى المجموعة لغات غير بانتية مثل «الأفيك» و«التف» اللتين تستعملهما أقليات تنتشر في شرقي نيجيرية.
ومن أشهر لغات البانتو اللغة السواحلية: وهي اللغة الوطنية في تنزانية، وهي تستخدم على نطاق واسع لغةً مشتركة في شرقي إفريقية. ويردّ علماء اللغات الإفريقية انتشار السواحلية الواسع هذا إلى كونها لغة غير نغمية. ولعل أهم ماتتصف به السواحلية طريقة معالجتها للزوائد (اللواحق والسوابق) والأسماء من جهة واعتمادها على الاشتقاق من جهة ثانية. والزوائد فيها تتحد مع الأسماء من ناحية وتحدد نوع الاسم من ناحية أخرى. وتُستخدمالزوائد للدلالة على الأسماء في حالتي المفرد والجمع: فكلمة «su» مثلاً وتعني «سكين» تقبل زائدة (سابقة) المفرد «ki» أي:
سكين واحدة ki+ su= kisu
أما زائدة الجمع فهي «vi»
سكاكين vi+ su= visu
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الزائدة تتكرر في كل كلمة توافق الاسم في الجملة الواحدة مثل:
ki -su ki- kali ki- moja ki- me- poya فُقدت سكين حادة.
أما السابقة «vi» فتحل محل «ki» حين يكون الاسم في حالة الجمع مثل:
فُقدت ثماني سكاكين حادة vi- su vi- kali vi- name vi- me-potea
فإذا ما انتقل المرء إلى ظاهرة الاشتقاق تبين له أن الفعل الواحد في السواحلية يمكن أن تُشتق منه عدة أفعال، ففعل «pata» مثلاً ومعناه «يحصل على» تُشتق منه الأفعال التالية:
يعقد إتفاقاً patana
يصالح patanisha
يحصل على شيء لشخص آخر patia
يغيظ patiliza
يغيظ الواحد الآخر patilizana
وإضافة إلى السواحلية، هناك لغات أخرى مثل «الكونغولية» المستعملة في الكونغو، و«الزولو» في جنوبي إفريقية و«الخوَصَّة» و«الفانغية» و «الهينية» و«اللوندية» و«الجاقية» و«الهيريرو» و«اللوبا» و«البينبا». وثمة ظاهرة واضحة في لغتي «الزولو» و«الخوصة» وهي الطقطقة التي يُعرّفها علماء الصوتيات بالصوت الكلامي الذي ينشأ من إغلاق ممر الفم أماماً وخلفاً وسحب اللسان إلى أسفل لإحداث فراغ ثم إطلاق تيار النفس من نقطة واحدة.
ولعل من المفيد تقديم بعض الصفات المشتركة بين لغات البانتو على الوجه التالي:
ـ معظم الكلمات ثنائية المقطع.
ـ يأتي المضاف إليه بعد المضاف.
ـ يُقصر التصريف على العدد والشخص.
ـ تكرار المقطع في الكلمة على شكل سابقة بحيث تقبلها الكلمات المتتابعة الأخرى في الجملة الواحدة كما أشير إلى ذلك عند الحديث عن السواحلية. ويطلق على هذه الظاهرة اسم التوافق الجناسي.
2ـ أسرة النيل الصحراوية الرئيسة
تنتشر لغات النيل الصحراوية في مناطق تمتد بين مالي في الغرب وإثيوبية في الشرق، وبين مصر في الشمال وتنزانية في الجنوب، وتتفرع عنها أسرة لغات الشاري نيل، التي سميت بهذا الاسم لانتشارها في المناطق الواقعة بين نهر النيل ونهر شاري. كما تضم أسرة النيل الصحراوية لغات ومجموعات لغات منها لغة «الصنغي» التي تستخدم لهجات كثيرة مثل «الزرما» المستعملة في المناطق الممتدة على طول نهر النيجر في مالي والنيجر، ومجموعة اللغات الصحراوية التي تضم «الكنورية»، وهي اللغة الرئيسة في شمال شرقي نيجيرية، و«التيدا» و«الزغاوا» المستخدمتين في تشاد والسودان، ومجموعة لغات «المابا» المنتشرة في تشاد، ومجموعة لغات «الكوما» المستعملة في منطقة الحدود بين السودان وإثيوبية، واللغة الفورية المستعملة في إقليم دارفور في السودان.
ويتفرع عن أسرة لغات الشاري نيل: اللغة الكونامية المستعملة في شمالي إثيوبية وفي إريترية، ولغة البيرتا المنتشرة في منطقة الحدود بين إثيوبية والسودان، ومجموعة اللغات السودانية الوسطى، ومجموعة اللغات السودانية الشرقية.
وربما كان من الضرورة الإشارة إلى أن اللغات السودانية الوسطى تنتشر جنوبي السودان وشمالي الكونغو الديمقراطية وشمال غربي أوغندة وفي تشاد وجمهورية إفريقية الوسطى، وتقسم إلى مجموعتين ثانويتين هما: مجموعة البنغو بجيرمي وتضم لغات «البونغو» و«البلي» و«الباكا» و«المروكودو» و«السارا»، في جمهورية إفريقية الوسطى، و«البجيرمي». ومجموعة «المورومادي» وتضم لغات «المورو»، و«الأفوكايا» و«اللوغو» و«المادي» و«الليندو» و«اللوغبارا» في أوغندة، وتدّعي فئة من الباحثين أن هذه المجموعة تنتمي إلى مجموعة اللغات السودانية الشرقية.
أما مجموعة اللغات السودانية الشرقية فتضم:
لغات النيل: وتضم لغات النيل الحامية، وتقسم إلى: لغات النيل الغربية ومن أمثلتها «النوار» و«الدنكا» و«الشيلوك» و«اللوؤ» في السودان، ولغات النيل الشرقية ومن أمثلتها «الباري» و«المساي» و«اللوتكو» (التي تعرف أيضاً باسم اللاتكا) و«الكرمنجونغ»، ولغات النيل الجنوبية ومن أمثلتها «الناندي» و«السوك» في أوغندة و أيضاً «التتوغا». وهناك لغات متفرقة في مجموعة النيل مثل «الآكولي» في أوغندة و«التركانا» المستخدمة في كينية وتنزانية و«الألور» و«اللانغو».
ومما يميز مجموعة لغات النيل هذه أن الفاعل في الجملة المصدرية يأتي قبل الفعل، وأن هذه اللغات تستخدم النغمة في التفريق بين الاسم في حالة المفرد والاسم في حالة الجمع، وكذلك فإن النغمة لها أثر أساسي في تحديد الوظائف النحوية للكلمات داخل الجمل.ومما ينبغي ذكره هنا أن بعض هذه الغات تستخدم اللواحق للدلالة على الأسماء في حالة الجمع.
اللغات النوبية: تنتشر هذه اللغات في المناطق الواقعة بين أسوان في مصر وميرو في السودان، ومن أمثلتها «الكنوزي» و«المهاس» و«الدنغولا». وتستخدم هذه اللغات اللواحق في تصريف الأسماء في حالات النداء والنصب والجر والإضافة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن اللغات النوبية تزخر بالكلمات المستعارة من اللغة العربية، ذلك أن المتكلمين بهذه اللغات هم من المسلمين.
لغات الميرل ديدينغا: وهي منتشرة على طرفي الحدود بين السودان وإثيوبية.
لغة الباريا: وهي مستعملة شمالي إثيوبية.
اللغة المرارتية: وهي مستخدمة في مناطق الحدود بين تشاد والسودان.
لغة التابي (انغسانا): وهي مستعملة في المناطق الشرقية في السودان.
لغات الداجو: وهي منتشرة في مناطق متفرقة في تشاد والسودان.
لغات النيانجينا (توسو): وهي مجموعة لهجات تستخدم شمالي أوغندة.
لغة التمن: وهي مستعملة في إقليم كردفان في السودان.
لغة النئيما: وهي مستعملة أيضاً في كردفان.
وتجدر الإشارة إلى انحسار الاتساق الفونولوجي والنحوي بين لغات الشاري نيل التي تشترك فيما بينها بظاهرة النغمة التي تحدد الوظائف النحوية للكلمات في الجمل كما هي الحال في معظم اللغات الصحراوية.
وتختلف اللغات السودانية الوسطى عن لغات الشاري نيل الأخرى بأنها تستخدم الصوامت الطبقية الشفوية على نطاق واسع في غربي إفريقية ووسطها. كما تفرق لغات الشاري نيل بين الأصوات الانفجارية السنية والأصوات اللثوية أو الارتدادية. وهناك عدد كبير من هذه اللغات يستخدم سبعة أنماط للصوائت، في حين تتفرد «السارا»، وهي إحدى لغات المجموعة السودانية الوسطى، باستخدام الصوائت الأنفية. ولغات الشاري نيل أيضاً ذات مفردات أحادية المقطع وخالية من التصريف، ويسبق فيها المضافُ إليه المضاف.
3ـ الأسرة الخوَصَية
تضم الأسرة الخوصية نحو 48 لغة ينسبها علماء اللغات الإفريقية إلى شعب الكوى كوين في الجنوب الإفريقي (الهوتنتوت) وشعب السان (البوشمن) الذي يعيش على الصيد في منطقة كلهاري. ويرى علماء الموازنة بين اللغات أن الأسرة الخوصية قد تفردت بين سائر الأسر اللغوية في العالم باستخدام الأصوات الامتصاصية، أو مايسمى الطقطقة التي مرَّ ذكرها.
قسم الباحثون أسرة اللغات الخوَصَية إلى ثلاث مجموعات:
الخوصية الشمالية: وتضم لغات مثل «الكونغ الغربية»، و«الكونغ الشرقية» و«الآون». وتخلو لغات المجموعة هذه من اللواحق والسوابق والدواخل والجمل المبنية للمجهول، كما تقوم حروف الجر بتحديد العلاقات الوظيفية بين الكلمات ووظيفة تلك الكلمات ضمن الجملة الواحدة، أما قالب الجملة فيتألف من مبتدأ وخبر ومفعول به.
الخوصية الوسطى: وتضم لغات مثل «الناما» التي يستعملها سكان البيرغداما ولغات «الهاي» و«الغريكوا» و«النارو» و«الكخوي» و«التتي» و«الدنيسا» و«الهيورا» و«الهابتشورى» و«الموهيسا» و«الكوادي» و«الشواكهو». وتستخدم لغات المجموعة اللواحق للدلالة على الجنس من حيث التذكير والتأنيث في حالات المفرد والمثنى والجمع. كما تستخدم اللواحق أيضاً للدلالة على الكلمات المحايدة.
الخوصية الجنوبية: ومن أمثلتها «الكام» و«الخاتيا» و«الكونغ» و«السيرووا» و«الكيفوى» و«الكاكيا» و«النماني» و«الخاو» وتتصف لغات المجموعة هذه بتنوع العمليات الصرفية وتعددها: فهي لا تستخدم مثلاً اللواحق للدلالة على حالة الجمع وإنما تكتفي بتكرار الكلمة الواحدة. أما قالب الجملة فيتألف من مبتدأ وخبر ومفعول به.
ومما ينبغي ذكره أن هناك فريقاً من الباحثين يصنف اللغة السنداوية واللغة الهدزوية المستخدمتين في تنزانية ضمن الأسرة الخوصية.
4ـ الأسرة الحامية (السامية)
تضم الأسرة الحامية (السامية) مجموعتين لغويتين كبيرتين.
مجموعة اللغات السامية: وتسمى كذلك نسبة إلى سام بن نوح عليه السلام، ومنها العربية التي تستخدم في شمالي إفريقية على نطاق واسع، واللغات الإثيوبية ومنها الأمهرية وهي اللغة الرسمية في إثيوبية، و«الغوراجية» و«التغرية»، المستعملة في إريترية.
مجموعة اللغات الحامية: نسبة إلى حام بن نوح عليه السلام، وهي التي تنتشر شمالي شرق إفريقية، وتقسم إلى أربعة فروع هي:
ـ اللغات الأمازيغية (البربرية): وتستعمل غربي الصحراء المصرية وتمتد مناطق انتشارها لتصل سواحل المحيط الأطلسي والسنغال ونيجيرية. ومن أمثلتها «الكابلية» (القبيلية) في الجزائر، و«الشيلها» في المغرب، و«التامشقية» المستخدمة في الجزائر وليبية والنيجر ومالي، و«التامَزاتية» المستعملة في المغرب والجزائر.
ـ المصرية القديمة: وهي لغة بائدة انحدرت منها اللغة القبطية التي تعدّ لغة ميتة تقريباً إذ إنها لاتستخدم إلا في الطقوس الدينية المسيحية في إثيوبية.
ـ اللغات الكوشية: وهي منتشرة شمال شرقي إفريقية ومن أمثلتها «الغالا» المستعملة غربي إثيوبية، و«البيجا» المستخدمة شمالي إريترية إضافة إلى «الصومالية» و«العفارية» و«السيدامو» و«الهادية» و«العفار ساهو».
ـ اللغات التشادية: وتقارب المئة وهي منتشرة في تشاد ونيجيرية والكمرون، ومنها «الحَوصَة» المستخدمة في المناطق الواقعة بين نهري النيجر والفولتة
bsomboi

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Ɓii Pullo : Babiker Mohamed