BP Pixel code

BEE PULLO

10 فبراير، 2010

قواعد في تنمية الذات

قواعد في تنمية الذات

إسماعيل رفندي

لكل إنسان طموح، وطموحُ الإنسان الإيجابي التنمية المستمرَّة؛ حيث يبدأ بذاته ولا ينتهي منها، لأنها ترسخ في "لا شعوره" أنَّ التغيير يبدأ من الإنسان وبتغيّره يتغيَّر كل شيء.

لذا فإنَّ المرء إذا أدرك ذلك فلا توقفه العوائق, ولا تقدِّمه في مراحل العمر, ولا انعكاسات الواقع، ويعمل ليل نهار لتطبيق القواعد لتنمية ذاته, وإيقاظ هِمَّته, وتوظيف طاقاته، حتى يصبح رمزًا للإيجابية, وكتلة من الإنتاجية, وذلك باتِّباع القواعد التالية:

• افتخر بإيجابياتك مع تجنُّب كل معانِي الغرور، وسجّل إنجازاتك على صفحات قلبك, وتفكَّر فيها عند مواطن الضعف وأمام التحديات.

• املأ فراغك بالخير, والتَزِمْ ببرنامج متوازنٍ, ولا تَنْسَ مصاحبة الخيّرين من بني جلدتك، وخالط باستمرار مَن يُحِبُّونك ويساهمون في تطويرك.

• من الضروري أن تُحب نفسك ولكن بعيدًا عن آفة العُجب، واحترم ذاتك ولكن على أن لا تنسى قواعد التواضع وخفض الجناح.

• عبِّر عما في باطنك, ولكن وفق خطوات مدروسة, وإيّاك أن تقع في شباك الانفعال و التحامل.

• اشكر مَن أحسنَ إليك, وقدّر من أثنى عليك، ولكن لا تخادع بعدم معرفتك لذاتك، ولا تتغنَّى مع أنغام المديح.

• ليكن اكتشافك لذاتك من أكبر مشاريع حياتك؛ لأنك بذلك تعرف مدى صلاحيتك, هل أنت على مستوى الأداء أم لا.

• حصّن ذهنك من الأفكار السلبية, وقاوِم الموجات السوداوية, وإياك أن تستقبل رسائل ليست في صالحك.

• إنَّ الله سبحانه وتعالى أكرمنا منذ أن خلقنا, وأكد في محكم تنزيله أنه أكرمنا, فقال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ} فلا تتنازل عن هذا التكريم بعقدة النقص, وضعف الثقة بالنفس, وعدم معرفة الواجب.

• ليكن عتابك لذاتك مراجعة لها لا إحباطًا ولومًا، تصحيحًا لا هزيمة، ولا تتقمص في لباس (أنا لست في المستوى المطلوب).

• تأجيل الأعمال شيء طبيعي إذا كان مدروسًا أو ضمن مرونة الخطة، أما إذا كان كسلًا أو عشوائيًا أو وقعت في شباك اللامبالاة فالحَذَرَ الحذر؛ لأنك بذلك ستخسر نفسك و الواجب معًا.

• عند كل صباح أنوي على أن تعيش باستقامة؛ لأنها منبع الكرامة، فإذا وقعت نفسك في خطأ فأسرع في مراجعتها بتوبة نصوحة.

• من الضروري أن تستفيد من تجارب الآخرين نجاحًا وفشلاً، نجاحًا للاقتداء وفشلاً للاتقاء، ولكن لا تنس أن عندك تجارب ذاتية, فاغتنمها, وأعدها, وكررها إذا كان يسرك.

• اجعل ما تقوم به من الأعمال والواجبات صغيرًا كان أو كبيرًا وفي أي مجال كان، من ضمن حساباتك، لذا لا تَسْتَهِن بابتسامة, أو إلقاء محاضرة, ولا تستخف بجلسة استرخاء, أو مكافأة الذات بسفرة سياحية.

• اعلم أنه ليس بإمكان أحد أن يدخل في أغوار باطنك عقلًا, ونفسًا, وروحًا, دون موافقتك، دائمًا راجع جهاز الاستقبال عندك، ومدى تدقيقه في اختيار الأمور, ومدى دقته في التوافق مع الرغبات.

• إنَّ الخطأ هو أن لا تبدأ, وليس أن لا تخطأ؛ لأن الإبداع لا يأتي دون تجارب فاشلة، فلا تجعل في قاموسك كلمة اسمها فشل, ولكن هو التواصل ومحطة من محطات المراجعة.

• اقرأ هذه القواعد كل أسبوع مرة واحدة وفي أنشط أوقاتك، ولا تتركها في صفحات حساباتك النظرية، فلا يأتي الإنتاج إلا بالإتباع.

06 فبراير، 2010

غيِّر تفكيرك تتغيرْ لك الحياة

غيِّر تفكيرك تتغيرْ لك الحياة

السبت 22 صفر 1431 الموافق 06 فبراير 2010

د. محمد فتحي

أفكارُك هي البذور التي تنمو منها حياتك.. تلك هي البداية، أفكارك هي الأساس الذي به يمكنك أن تغيِّر حياتك سواء للأحسن أو للأسوأ، وللوصول للأحسن في أي شيء يجب أن تفكِّرَ بما يسعدك ويسعد الناس معًا، وهذا لن يحدث إلا باستخدام الذكاء العاطفي.

يقول أبو الحسن الندوى: "إن الإنسان ليس عقلًا مجردًا ولا كائنًا جامدًا يخضع لقانون أو إدارة قاصرة، ولا جهازًا حديديًّا يتحرك ويسير تحت قانون معلوم أو على خطٍّ مرسوم، إن الإنسان عقلٌ وقلب وإيمان وعاطفة وطاعة وخضوع وهيام وولع، وحب وحنان، وفي ذلك سر عظمته وشرفه وكرامته، وفي ذلك سر قوته وعبقريته وإبداعِه وسرُّ تفانيه وتضحيته، وبذلك استطاع أن يتغلب على كل معضلة ومشكلة، وأن يصنع العجائب والخوارق، واستحقَّ أن يتحمل أمانة الله التي اعتذرت عنها السماوات والأرض والجبال فأبَيْن أن يحملنها، وأشفقن منها وحملها الإنسان ووصل إلى ما لم يصل إليه ملك مقرَّب ولا حيوان ولا نبات ولا جماد.

إن صلة هذا الإنسان بربه ليست صلة قانونية عقلية فحسب يقوم بواجباته ويدفع ضرائبه ويخضع أمامه ويطيع أوامره وأحكامه، إنما هي صلة حب وعاطفة كذلك، صلة لا بد أن ترافقها ويقترن بها ويتحكم فيها في حنان وشوق وهيام ولوعة، وتفانٍ وتهالك، والدين لا يمنع من ذلك بل يدعو إليه ويغذيه ويقويه، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ) [البقرة: 165].

إذَن هي العاطفة والعاطفة الذكية

والعاطفة هي: الاستعداد النفسي الذي ينزع بصاحبه إلى الشعور بانفعالات معينة تجاه شخص أو شيءٍ أو فكرة.

والذكاء العاطفي: هو القدرات والمهارات في التعرف على مشاعرنا الذاتية ومشاعر الآخرين لنكون أكثر تحكمًا، وقدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه والآخرين، وهو: الاستخدام الذكي للعواطف؛ فالشخص يستطيع أن يجعل عواطفه تعمل من أجله أو لصالحه باستخدامها في ترشيد سلوكِه وتفكيرِه بطرق ووسائل تزيد من فرصة نجاحِه في العمل والبيت وفي الحياة بصورة عامة، وعواطفُنا هذه تنبع من أربعة أسس:

الأول: القدرة على الفهم والتقدير الدقيق والتعبير عن العاطفة فلا نبقى عبيدًا للمشاعر.

الثاني: القدرة على توليد المشاعر حسب الطلب عندما تسهِّل فهم الشخص لنفسه أو لشخص آخر.

الثالث: القدرة على فهم العواطف والمعرفة التي تنتج عنها.

الرابع: القدرة على تنظيم العواطف لتطوير النمو العاطفي والفكري.

هذه الأسس الأربعة تساعد على تطوير المهارات المعنية التي تشكِّل معًا ما يسمي بالذكاء العاطفي، فهو ينمو ويتطور بالتعلم والمِرَان على المهارات والقدرات التي يتشكَّل منها.

إذن هو: يجمع بين المنطق والعواطف في حل المشكلات، يساعد على زيادة المرونة والتأقلم مع المتغيرات، يتجاوب بلطف مع الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم.

إذن هو: التعرف على المشاعر وتوظيفها بطريقة إيجابية، أي تضع يدك على مشاعرك وتضع لها عقلًا.

ولكن السؤال: لماذا مطلوب أن أكون صاحب ذكاء عاطفي؟

مطلوب حتى تجيد التعامل مع الآخرين، تنسجم عواطفك ومبادئك وقيمك معًا فتشعر بالرضا، حتى تتخذ قراراتك الحياتية بطريقة أفضل وتحظى بصحة جسدية ونفسية سليمة وتحفز نفسك لعمل ما تريد، وتكون أكثر فعاليةً من خلال فريق وتمتلك حياة زوجية أكثر سعادة وتكون مربيًا ناجحًا ومؤثرًا في أسرتك، وتحصل على معاملة أكثر احترامًا، وتكون أكثر إقناعًا وتأثيرًا في الآخرين، وفي النهاية تحقِّق السعادة لنفسك وتنجح وظيفيًّا.

فالشخص الذي يتمتع بالذكاء العاطِفِي يغضبُ وينفعل مثلَه مثل غيرِه، ولكن كل انفعال يأخذ وقته، فهو على الرغم من كونه حساسًا جدًّا، إلا أن كل موقف لديه يأخذ وقته، فلديه القدرة على تحويل ذهنِه سريعًا للسعادة الإيجابية.

- فالمدير الذي يتمتع بذكاء عاطفي لديه القدرة على توفير مناخ عمل ممتاز مليء بالإنتاج ومتاح به حرية الابتكار والتغيير، لديه قدرة على الابتسامة الصافية النقية التي تلغي الكثير من المعوِّقات.

- والزوج/ والزوجة اللذان لديهما الذكاء العاطفي لديهما القدرة على إدارة البيت والحياة داخله بكل مشكلاتها ومنغصاتها بقدر كبير من السلاسة والمرونة، على الرغم من وجود خلافات وبعض المشاحنات اليومية مع كل من في البيت ولكن في النهاية البيت سعيد.

- والشخص الذي يسير في الشارع وحدثت له حادثة بسيارته مع غيره ولديه الذكاء العاطفي ستكون لديه القدرةُ على امتصاص غضب المشكلة بدلًا من السبِّ واللعن والضرب، ثم في النهاية يعتذرون لبعضِهم البعض أو يلجئون للشرطة للعناد وغير ذلك الكثير، أليس هذا حسنًا وإجادة تعامل مع الآخرين وسعادة للنفس؟!

- صاحب الذكاء العاطفي استدعى المشاعر المناسبة بالقدر المناسب مع الشخص المناسب فكانت إدارة مثالية للمشاعر.

- صاحب الذكاء العاطفي استخدم المكونات الثلاث للإنسان وهي: (العقل والمشاعر والمهارات) ووظفها جيدًا حتى حظِيَ بما يريد.

- صاحب الذكاء العاطفي هنا:

إن كان رجلًا ستجده: متوازنًا اجتماعيًّا، صريحًا، مرحًا، لا يميل إلى الاستغراق في القلَق، ملتزمًا بقضايا الآخرين وصاحب علاقات قوية بهم، صاحب أخلاق، راضيًا عن نفسه والآخرين والمجتمع بشكلٍ كبير.

وإن كانت امرأةً ستجدها: حاسمة، تعبِّر عن مشاعرها بصورة مباشرة، الحياة عندها لها معنى، تندم إن مرت بلحظة غضب دون مبرر، تتكيف مع الضغوط النفسية دون استسلام لها، متوازنة اجتماعيًّا، تشعر بالراحة عند المرح والمزاح، تلقائية، منفتحة على غيرها من النساء.

والإسلام هو أساس الذكاء العاطفي الفطري؛ فالإسلام بتعاليمِه وتصوراتِه الواضحة للعقل والقلب، والتي تنمِّي كل أركان الذكاء العاطفي بدون جهدٍ يُذكر من الشخص إلا الالتزام بتعاليمه عزَّ وجل وسنة رسوله.

إنه الإسلام الذي ينقِّي الشخصيةَ من السلبية وعدم الثقة بالنفس ويهدئُ من روعِ المسلم ويأمره بعدم الغضب والانفعال، ويأمرُه بالعطف على الجميع حتى الحيوان والجماد، إنه الإسلام الذي يأمر بحسن الخلق مع الغير وانتقاء أفضل الكلمات في التعامل مع الآخرين.

ويبدأ الإسلام في تكوين المسلم للذكاء العاطفي بخطوات متتالية هي:

1- الإيمان: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت: 30]، والاستقامة على قوله: "ربنا الله" الاستقامة عليها بحقِّها وحقيقتها، الاستقامة عليها شعورًا في الضمير وسلوكًا في الحياة، الاستقامة عليها والصبر على تكاليفها "ولا تخافوا" لا تحزنوا ومن ثم البشرى.

وكيف أتذوق طعم الإيمان؟ قال الرسول: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا" إذن سيحدث الصبر وعدم اليأس والشعور بالأُنْس والطمأنينة وعدم الخوف.

2- إدراك الحياة لله: من أول وأهم مكونات الذكاء العاطفي إدراك الذات أن يعرف الإنسان من هو، وما هي غايته، وما هي مبادئه وقِيَمُه، وأهدافه الواضحة، تجد الإسلام يحدِّد لك الطريق ببساطة: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 162]، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56] إنها الغاية الواحدة الجلية التي يعيش المسلم من أجلِهَا.

3- فهم معنى التكريم: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) [الإسراء: 70].

4- العلم والتعلم: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) [الزمر: 9]، منع سبحانه وتعالى المساواة بين العالم والجاهل، وقوله: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ) [النمل: 40]، أي أنه اقتدر بقوة العلم ويقول الرسول:"... وإنما العلم بالتعلم"، ويقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "الناس أبناء ما يحسِنون".

5- الحِلم: يقول عز وجل: (... وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) [آل عمران: 79]، وقيل في قوله "ربانيين" أي: حلماء علماء، وقال ابن عباس: حلماء فقهاء، ويقول تعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا) [الفرقان: 63]، قال الحسن: حلماء وإن جهل عليهم لم يجهلوا، وقال عطاء بن أبي رباح: (يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا) [الفرقان: 63]، أي: حُلماء.

6- حسن الخلق: فهذا ثناء على النبي من الله عز وجل فيقول: " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" [القلم: 4]، ويأمُرُه بمحاسن الأخلاق فيقول: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" [فصلت: 34]، ويقول: "وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" [آل عمران: 159]، ويقول النبي: "إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا".

7- الرحمة: يقول تعالى: "ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ" [البلد: 17].

ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" ويقول أيضًا: "لا تنزع الرحمة إلا من شقي" إلى غير ذلك من الصفات الأساسية للمسلم في حياته الدنيوية ليحيا فيها بسعادة، وفي الأخروية لينعم بالجنة، عندها سيعيش المؤمن لله في كل حركة من حركاته وفي كل سكنة من سكناته فيهون عليه ما يلقاه في سبيل الله من تعَبٍ وألم؛ بل يصبح التعب راحةً والألم لذة فهو يحب الله عز وجل، فهذا "جلال الدين الرومي" يوضحُه بقوله: "شعلة الحب لله تعالى إذا التهبت أحرقتْ كل ما سواها، فلا كبر ولا خُيَلاء ولا جبن ولا خوف ولا حزن ولا حسد ولا بخل ولا عيب من العيوب النفسية".

نعم إذا ما آمن بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا.

نعم إذا ما عرف رسالته في الحياة وعاش بكرامة دون ذل أو إسفاف.

نعم إذا تعلم وعلم وكان حليمًا رحيمًا حسن الخلق وكان خاليًا من العيوب النفسية.

فلا خجل ولا قلق ولا غضب ولا غلظة، بل ثقة في النفس وهدوء واطمئنان وصبر على الجاهلين ورحمة وتعاطف وشفقة عليهم ولا كآبة ولا إحباط ولا سلبية، ولكن تفاؤل وإيجابية وتقدير للأمور التقدير الصحيح، ولا إلقاء بالكلمات كالحجارة، بل انتقاء لأحسن الكلام وأطيبه لمعالجة المواقف الصعبة.

ولذا كان الرسول وصحابته ومن اقتدى به سائرين على نهج الذكاء العاطفي الفطري.

فهذا الرسول بقدوته وبمواقِفِه التي عليك إن اقتديت بها ستسهل عليك وصولك إلى خطة مهارات الوصول للذكاء العاطفي، انظر إلى موقفه مع:

- أبي سفيان عند فتح مكة وأسلم فقال العباس: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحبُّ الفخر فاجعل له شيئًا قال: "نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه دارَه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن" أليس هذه هي النفس البشرية وما ترغب فيه أحيانًا أعطاها له الرسول، وحين مرَّ أبو سفيان بسعد بن عبادة قال له الأخير: "اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكعبة" فاشتكى أبو سفيان للنبي، ماذا قال له الرسول؟ قال: "كذب سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، ويوم تُكسَى فيه الكعبة" انظر كيف اختار النبي الكلماتِ الملائمةَ للموقف، أليس أبو سفيان شيخ قريش وكبيرهم؟ أليس هذا من حسن انتقاء الكلمات والدبلوماسية في زيادة أواصِر ومتانة العلاقات؟

- ومع مهاجري الحبشة، ظنوا أنهم أقل قدرًا من غيرِهم، سنون طويلة بلغت إحدى أو بضعة عشر عامًا نزل فيها قرآن كثير ودارت معارك شتَّى مع الكفار، ولذا يقول عمر بن الخطاب لأسماء بنت عُمَيْس: "سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم"، فغضبت وذكرت للرسول ما قالَه، ماذا قال لها؟ "ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم- أهل السفينة- هجرتان" إنها الكلمات المنتقاة التي تنقذ المواقف وتنفذ إلى القلوب نفاذ السهم الذي يعرف طريقَه جيدًا فيذوب القلب وصاحبه وينصهر حبًّا فيمن أمامه بسبب كلماتٍ قليلة.

- وفي المرح والفرح، فتجده يداعِب زاهر الأسلمي وكان صديقًا له فاحتضنه من خلفِه وبدأ يعلن عليه بالمزاد: "من يشتري العبد، من يشتري العبد؟ "فالتفت فرأى النبي فطفِقَ يلصق ظهره بالنبي ويقول: "إذًا والله تجدني كاسدًا"، قال: "لكن عند الله لست بكاسد"، ويتسابق مع السيدة عائشة وهم في غزوة فسبقته مرةً وسبقها أخرى فيقول: "هذه بتلك"، وفي التعاطف حتى مع الأطفال، فهذا أبو عمير أخو أنس كان معه عصفور يلعب به فرأى النبي هذا الطفل واندماجه مع هذا الطائر وشغفه به وولعه باللعب معه، فيأتي إليه النبي يومًا من الأيام وهو حزين لموت هذا الطائر فيسأله النبي فيقول: "يا أبا عمير ما فعل النغير؟" هذا القلب الكبير المشحون بالقضايا العظيمة والمهمَّة والضخمة لم يمنعْه ذلك من أن يجد مكانًا في قلبه لطفل صغير مهموم يلعب مع عصفور فسأله عنه ويبادله الأحزان لموته.

وهذا عمر بن الخطاب الخليفة مع أم عمارة - رضي الله عنهما - هي التي قتلت مسيلمة الكذاب في حروب الردة يوم اليمامة وإذا يجيء أحد المرتدين ويضربها ضربة يطير ذراعها في سبيل الله، فلما عادت إلى المدينة مقطوعةَ الذراع أحست بحرَجٍ شديد وأصبحت لا تلبي دعوة من يدعوها إلى طعام أبدًا؛ وعرف عمر بن الخطاب بالأمر وبهذا الشعور المترف لديها، فوقف على المنبر يومًا وقال: أيها الناس أين أم عمارة؟ فصاحت من آخر المسجد: ها أنا ذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: يا أم عمارة لعلك تخجلين من ذراعك المقطوع، يا أم عمارة أبشري، شيء منك سبقك إلى الجنة، فسمع المسجد كله تكبير المرأة: الله أكبر، اليوم آتي على النساء بذراعي المقطوع".

هذا أمير المؤمنين يراعي شعور سيدة فقدت ذراعها في معركة، يتعاطف معها، ويحفزها على استكمال مسيرة حياتها الطيبة الطاهرة، يحيي فيها ما قامت به، بل ويثني على ما فقدته من جسدها ويحفزها إيجابيًّا بدلًا من إحساسها بما فقدته سلبيًّا

- سَبَّ رجل ابن عباس -رضي الله عنهما- فلما فرغ قال: يا عكرمة هل للرجل حاجة فتقضيها؟ فنكس الرجل رأسه واستحى، وقال رجل لضرار بن القعقاع: والله لو قلتَ واحدة لسمعت عشرًا، فقال له ضرار: والله لو قلتَ عشرًا لم تسمع واحدة.

ألا تستطيع أن تملك نفسَك وتضبطها كما يفعل هؤلاء؟

إن استطعت كنت من النجوم وفهمت المعنيَّ.

- المؤمن لا يعرف القعود واللوم وانتظار الحلول، بل يتحرك لإيجاد الحلول وصنع الفرص، وهو الذي يوجه الحياة ويقودها، وفي هذا يقول محمد إقبال: "على المؤمن أن يربيَ في نفسه الروح وينشئ في هيكله الحياة، ثم يحرق هذا العالم بحرارة إيمانِه ووهج حياته وينشئ عالمًا جديدًا".

- إن الإيمان لا يمكن أن يجتمع في قلبٍ واحد مع السلبية والاستسلام والبلادة والقعود.

بداية التغيير فعلًا تكون في النفس كما قال تعالى: "إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" [الرعد: 11].

إن السعادة والتغيير والوصول إلى المبتغى المنشود تبدأ من نفسِك ومن داخلك وكن أنت القدوة العملية، وحول ما وجدته على الأوراق إلى سلوك عملي يتبعك فيه خلق من الناس كما قال الشاعر:

سِرْ في الأنام ولا تقف مترددًا

فالناس تتبع إن صدقت خطاكَ

لا تعتزل دنيا الأنام ترفعًا

بل فارفع الدنيا إلى علياك

إن المبادئ لا تعيش بفكرة

من كاتبٍ فوق السطور يفند

لكنها تحيا بعزمة صادق

في صدره موج العقيدة يزبد

pullo galgani _ b sombo

05 فبراير، 2010

معركة الإسلام على مدى التاريخ

معركة الإسلام على مدى التاريخ سيد قطب الطريق إلى الله رابطمراجعبريد إلكترونيطباعةالمفضلةإضافة هذه الصفحة إن المعركة الطويلة الأمد لم تكن بين الإسلام والشرك بقدر ما كانت بين الإسلام وأهل الكتاب من اليهود والنصارى. ولكن هذا لا ينفي أن موقف المشركين من المسلمين كان دائما هو الذي بصورة هذه الآيات: {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (9) لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} [سورة التوبة: 8-10]. لقد كان هذا هو الموقف الدائم للمشركين وأهل الكتاب من المسلمين، وسنتكلم أولا عن المشركين ثم عن أهل الكتاب: وإذا نحن اعتبرنا أن الإسلام لم يبدأ برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - إنما ختم بهذه الرسالة، وأن موقف المشركين من كل رسول ومن كل رسالة من قبل إنما يمثل موقف الشرك من دين الله على الإطلاق، فإن أبعاد المعركة تترامى، ويتجلى الموقف على حقيقته، كما تصوره تلك النصوص القرآنية الخالدة، على مدار التاريخ البشري كله بلا استثناء!. ماذا صنع المشركون مع نوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، وشعيب، وموسى، عليهم صلوات الله وسلامة والمؤمنين بهم في زمانهم؟ ثم ماذا صنع المشركون مع محمد - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين به كذلك؟ .. إنهم لم يرقبوا فيهم إلاٍ ولا ذمة متى ظهروا عليهم وتمكنوا منهم.. وماذا صنع المشركون بالمسلمين أيام الغزو الثاني للشرك على أيدي التتار؟، ثم ماذا يصنع المشركون والملحدون اليوم بعد أربعة عشر قرنا بالمسلمين في كل مكان؟،.. إنهم لا يرقبون فيهم إلاٍ ولا ذمة، كما يقرر النص القرآني الخالد.. عندما ظهر الوثنيون التتار على المسلمين في بغداد وقعت المأساة الدامية التي سجلتها الروايات التاريخية والتي نكتفي فيها بمقتطفات سريعة من تاريخ أبي الفداء (ابن كثير) المسمى (البداية والنهاية) فيما رواه من أحداث عام 656هـ: "ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان. ودخل كثير من الناس في الآبار، وأماكن الحشوش، وقني الوسخ، وكمنوا كذلك أيام لا يظهرون. وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب، فتفتحها التتار إما بالكسر أو بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسلحة حتى ترى الميازيب من الدماء في الأزقة فإنا لله و إنا له راجعون - كذلك في المساجد والجوامع والربط. ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى، ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي، وطائفة من التجار اخذوا أمانا بذلوا عليه أموالا جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم. وعادت بغداد بعدما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب، ليس فيها إلا القليل من الناس، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة.. وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الموقعة. فقيل ثمانمائة ألف. وقيل ألف ألف، وقيل: بلغت القتلى ألفي ألف نفس - فإنا لله و إنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم - وكان دخولهم إلى بغداد في أواخر المحرم وما زال السيف يقتل أهلها أربعين يوما.. وكان قتل الخليفة المستعصم بالله أمير المؤمنين يوم الأربعاء الرابع عشر من صفر، وعفي قبره وكان عمره يومئذ ستا وأربعين سنة وأربعة أشهر ومدة خلافته خمس عشرة سنة وثمانية أشهر وأيام.. وقتل معه ولده الأكبر أبو العباس أحمد، وله خمس وعشرون سنة. ثم قتل ولده الأوسط أبو الفضل عبد الرحمن وله ثلاث وعشرون سنة، وأسر ولده الأصغر مبارك وأسرت أخواته الثلاث فاطمة وخديجة ومريم.. وقتل أستاذ دار الخلافة الشيخ محي الدين يوسف ابن الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي، وكان عدو الوزير، وقتل أولاده الثلاثة: عبدا لله وعبد الرحمن وعبد الكريم، وأكابر الدولة واحد بعد واحد. منهم الدويدار الصغير مجاهد الدين أيبك، وشهاب الدين سليمان شاه، وجماعة من أمراء السنة وأكابر البلد.. وكان الرجل يستدعى به من دار الخلافة من بني العباس فيخرج بأولاده ونسائه فيذهب إلى مقبرة الخلال، تجاه المنظرة فيذبح كما تذبح الشاة ويؤسر من يختارون من بناته وجواريه.. وقتل شيخ الشيوخ مؤدب الخليفة صدر الدين علي ابن النيار. وقتل الخطباء والأئمة وحملة القرآن. وتعطلت المساجد والجماعات والجمعات مدة شهور ببغداد..". "ولما انقضى الأمر المقدر وانقضت الأربعون يوما، بقيت بغداد خاوية على عروشها، ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء، فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون. فإنا لله و إنا إليه راجعون..". "ولما نودي ببغداد بالأمان خرج من تحت الأرض من كان بالمطامير والقني والمقابر كأنهم الموتى إذا نبشوا من قبورهم، وقد أنكر بعضهم بعضا، فلا يعرف الوالد ولده، والأخ أخاه، وأخذهم الوباء الشديد، فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى..". هذه صورة من الواقع التاريخي، حينما ظهر المشركون على المسلمين فلم يرقبوا فيهم إلاٍ ولا ذمة. فهل كانت صورة تاريخية من الماضي البعيد الموغل في الظلمات، اختص بها التتار في ذلك الزمان؟ كلا... إن الواقع التاريخي الحديث لا تختلف صورة عن هذه الصور!.. إن ما وقع من الوثنين الهنود عند انفصال باكستان لا يقل شناعة ولا بشاعة عما وقع من التتار في ذلك الزمان البعيد.. إن ثمانية ملايين من المهاجرين المسلمين من الهند -ممن أفزعتهم الهجمات البربرية المتوحشة على المسلمين الباقين في الهند فأثروا الهجرة على البقاء - قد وصل منهم إلى أطراف باكستان ثلاثة ملايين فقط!! أما الملايين الخمسة الباقية فقد قضوا في الطريق.. طلعت عليهم العصابات الهندية المنظمة المعروفة للدولة الهندية جيدا والتي يهيمن عليها ناس من الكبار في الحكومة الهندية، فذبحتهم كالخراف على طول الطريق، وتركت جثثهم نهبا للطير والوحش بعد التمثيل بها ببشاعة منكرة لا تقل - إن لم تزد - على ما صنعه التتار بالمسلمين من أهل بغداد!.. أما المأساة البشعة المروعة المنظمة فكانت في ركاب القطار الذي نقل الموظفين المسلمين في أنحاء الهند إلى باكستان، حيث تم الإنفاق على هجرة من يريد الهجرة من الموظفين المسلمين في دوائر الهند إلى باكستان، واجتمع في هذا القطار خمسون ألف موظف.. ودخل القطار بالخمسين ألف موظف في نفق بين الحدود الهندية الباكستانية.. وخرج من الناحية الأخرى وليس به إلا أشلاء ممزقة متناثرة في القطار!! لقد أوقفت العصابات الهندية الوثنية المدربة الموجهة القطار في النفق، ولم تسمح له بالمضي في طريقة إلا بعد أن تحول الخمسون ألف موظف إلى أشلاء ودماء!. وصدق قول الله سبحانه: {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلّاً وَلا ذِمَّة}.. وما تزال هذه المذابح تتكرر في صور شتى حتى الآن.. ثم ماذا فعل خلفاء التتار في الصين الشيوعية وروسيا الشيوعية بالمسلمين هناك؟،.. لقد أبادوا من المسلمين في خلال ربع قرن ستة وعشرين مليونا.. بمعدل مليون في السنة.. وما تزال عمليات الإبادة ماضية في الطريق.. ذلك غير وسائل التعذيب الجهنمية التي تقشعر لهولها الأبدان. لقد جيء بأحد الزعماء المسلمين، فحفرت له حفرة في الطريق العام، وكلف المسلمون تحت وطأة التعذيب والإرهاب، أن يأتوا بفضلاتهم الآدمية - التي تتسلمها الدولة من الأهالي جميعا لتستخدمها في السماد مقابل ما تصرفه لهم من الطعام!!- فيلقوها على الزعيم المسلم في حفرته.. وظلت العملية ثلاثة أيام والرجل يختنق في الحفرة على هذا النحو حتى مات!. كذلك فعلت يوغوسلافيا بالمسلمين فيها. حتى أبادت منهم مليونا منذ الفترة التي صارت فيها شيوعية بعد الحرب العالمية الثانية إلى اليوم، وما تزال عمليات الإبادة والتعذيب الوحشي - التي من أمثلتها البشعة إلقاء المسلمين في (مفارم) اللحوم التي تصنع لحوم (البولوبيف) ليخرجوا من الناحية الأخرى عجيبة من اللحم والعظام والدماء - ماضية إلى الآن!!. وما يجري في يوغوسلافيا يجري في جميع الدول الشيوعية والوثنية.. الآن.. في هذا الزمان.. ويصدق قول الله سبحانه: {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلّاً وَلا ذِمَّةً}، {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ}.. هذا ما كان من شأن الوثنين حينما ظهروا على المسلمين، فماذا كان من شأن أهل الكتاب من اليهود والنصارى؟ فأما اليهود فقد تحدثت شتى سور القرآن عن مواقفهم وأفاعيلهم وكيدهم وحربهم، وقد وعى التاريخ من ذلك كله مالم ينقطع لحظة واحدة منذ اليوم الأول الذي واجههم الإسلام في المدينة حتى اللحظة الحاضرة!. ولسنا هنا في مجال عرض هذا التاريخ الطويل، ولكننا سنشير فقط إلى قليل من كثير من تلك الحرب المسعورة التي شنها اليهود على الإسلام وأهله على مدار التاريخ.. لقد استقبل اليهود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودينه في المدينة شر ما يستقبل أهل دين سماوي رسولا يعرفون صدقه، ودينا يعرفون أنه الحق.. استقبلوه بالدسائس والأكاذيب والشبهات والفتن يلقونها في الصف المسلم في المدينة بكافة الطرق الملتوية الماكرة التي يتقنها اليهود.. شككوا في رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهم يعرفونه، واحتضنوا المنافقين وأمدوهم بالشبهات التي ينشرونها في الجو، وبالتهم والأكاذيب. وما فعلوه في حادث تحويل الكعبة، وما فعلوه في حادث الإفك، وما فعلوه في كل مناسبة ليس إلا نماذج من هذا الكيد اللئيم.. وفي مثل هذه الأفاعيل كان يتنزل القرآن الكريم، وسورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والحشر والأحزاب والتوبة وغيرها تضمنت من هذا الكثير.. {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ}.. [البقرة: 89-90] {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ}.. [سورة البقرة: 101]. {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.. [سورة البقرة: 142]. {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة آل عمران: 70-71]. {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [سورة آل عمران: 72]. {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [سورة آل عمران: 78]. {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [سورة آل عمران: 98-99]. {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَات..} [سورة النساء: 153]. {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.. [سورة التوبة: 32]. كذلك شهد التاريخ نقض اليهود لعهودهم مرة بعد مرة وتحرشهم بالمسلمين، مما أدى إلى وقائع بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة وخيبر. كما شهد تأليب اليهود للمشركين في الأحزاب مما هو معروف مشهور. ثم تابع اليهود كيدهم للإسلام وأهله منذ ذلك التاريخ.. كانوا عناصر أساسية في إثارة الفتنة الكبرى التي قتل فيها الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وانتثر بعدها شمل التجمع الإسلامي إلى حد كبير.. وكانوا رأس الفتنة فيما وقع بعد ذلك بين علي - رضي الله عنه - ومعاوية.. وقادوا حملة الوضع في الحديث والسيرة وروايات التفسير.. وكانوا من الممهدين لحملة التتار على بغداد وتقويض الخلافة الإسلامية.. فأما في التاريخ الحديث فهم وراء كل كارثة حلت بالمسلمين في كل مكان على وجه الأرض، وهم وراء كل محاولة لسحق طلائع البعث الإسلامي، وهم حماة كل وضع من الأوضاع التي تتولى هذه المحاولة في كل أرجاء العالم الإسلامي!. ذلك شأن اليهود، فأما شأن الفريق الآخر من أهل الكتاب فهو لا يقل إصرارا على العداوة والحرب من شأن اليهود! لقد كانت بين الرومان والفرس عداوات عمرها قرون.. ولكن ما إن ظهر الإسلام في الجزيرة، وأحست الكنيسة بخطورة هذا الدين الحق على ما صنعته هي بأيديها وسمته.. (المسيحية) وهو ركام من الوثنيات القديمة، والأضاليل الكنسية، متلبسا ببقايا من كلمات المسيح- عليه السلام - وتاريخه .. حتى رأينا الرومان والفرس ينسون ما بينهم من نزاعات تاريخية قديمة، وعداوات وثارات عميقة ليواجهوا هذا الدين الجديد. ولقد أخذ الروم يتجمعون في الشمال هم وعمالهم من الغساسنة لينقضوا على هذا الدين، وذلك بعد أن قتلوا الحارث بن عمير الأزدي رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عامل بصري من قبل الروم، وكان المسلمون يؤمنون الرسل ولكن النصارى غدروا برسول النبي - صلى الله عليه وسلم - وقتلوه مما جعل رسول الله يبعث بجيش الأمراء الشهداء الثلاثة زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبدا لله بن رواحه، في غزوة (مؤتة) فوجدوا تجمعا للروم تقول الروايات عنه: إنه مائة ألف من الروم ومعهم من عملائهم في الشام من القبائل العربية النصرانية مائة ألف أخرى، وكان جيش المسلمين لا يتجاوز ثلاثة آلاف مقاتل. وكان ذلك في جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة. ثم كانت غزوة تبوك التي يدور عليها معظم سورة التوبة. ثم كان جيش أسامة بن زيد الذي أعده رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قبيل وفاته، ثم أنفذه الخليفة الراشد أبو بكر - رضي الله عنه - إلى أطراف الشام، لمواجهة تلك التجمعات الرومانية التي تستهدف القضاء على هذا الدين، ثم اشتعل مرجل الحقد الصليبي منذ موقعة اليرموك الظافرة، التي أعقبها انطلاق الإسلام لتحرير المستعمرات الإمبراطورية الرومانية في الشام ومصر وشمال أفريقية وجزر البحر الأبيض، ثم بناء القاعدة الإسلامية الوطيدة في الأندلس في النهاية. إن (الحروب الصليبية) المعروفة بهذا الاسم في التاريخ لم تكن هي وحدها التي شنتها الكنيسة على الإسلام.. لقد كانت هذه الحروب مبكرة قبل هذا الموعد بكثير .. لقد بدأت في الحقيقة منذ ذلك التاريخ البعيد .. منذ أن نسي الرومان عداوتهم مع الفرس، وأخذ النصارى يعينون الفرس ضد الإسلام في جنوب الجزيرة. ثم بعد ذلك في (مؤتة) ثم فيما تلا موقعة اليرموك الظافرة.. ثم تجلت ضراوتها ووحشيتها في الأندلس عندما زحفت الصليبية على القاعدة الإسلامية في أوربا، وارتكبت من الوحشية في تعذيب ملايين المسلمين وقتلهم هناك ما لم يعرف التاريخ له نظيرا من قبل .. وكذلك تجلت في الحروب الصليبية في الشرق بمثل هذه البشاعة التي لا تتحرج ولا تتذمم، ولا تراعي في المسلمين إلا ولا ذمة.. ومما جاء في كتاب (حضارة العرب) لجوستاف لوبون وهو فرنسي مسيحي: "كان أول ما بدأ به ريكاردوس الإنجليزي أنه قتل أمام معسكر المسلمين ثلاثة آلاف أسير سلموا أنفسهم إليه، بعد أن قطع على نفسه العهد بحقن دمائهم، ثم أطلق لنفسه العنان باقتراف القتل والسلب، عن بكرة أبيهم فقتل منهم اثنا عشر ألفا وألقى الأربعة الآلاف الباقون في البحر منفيين من الجزيرة!، ويكفي أن نذكر ماذا وقع في قبرص، حين منع الطعام والماء عن الجهات التي يقطنها بقايا المسلمين هناك ليموتوا. أثار صلاح الدين الأيوبي النبيل الذي رحم نصارى القدس، فلم يمسهم بأذى، والذي أمد فيليب وقلب الأسد بالمرطبات والأدوية والأزواد أثناء مرضهما". كذلك كتب كاتب مسيحي آخر اسمه (يورجا)2 يقول: "ابتدأ الصليبون سيرهم على بيت المقدس بأسوأ طالع فكان فريق من الحجاج يسفكون الدماء في القصور التي استولوا عليها. وقد أسرفوا في القسوة فكانوا يبقرون البطون، ويبحثون عن الدنانير في الأمعاء! أما صلاح الدين فلما استرد بيت المقدس بذل الأمان للصليبين، ووفى لهم بجميع عهوده، وجاد المسلمون على أعدائهم ووطؤوهم مهاد رأفتهم، حتى أن الملك العادل شقيق السلطان، أطلق ألف من الأسرى ومنّ على جميع الأرمن، وأذن للبطريرك بحمل الصليب وزينة الكنيسة، وأبيح للأميرات والملكة بزيارة أزواجهن". ولا يتسع المجال هنا لاستعراض ذلك الخط الطويل للحروب الصليبية - على مدى التاريخ - ولكن يكفى أن نقول: إن هذه الحروب لم تضع أوزارها قط من جانب الصليبية. ويكفي أن نذكر ماذا حدث في زنجبار حديثا حيث أبيد المسلمون فيها عن جوعا وعطش، فوق ما سلط عليهم من التقتيل والتذبيح والتشريد!. ويكفي أن نذكر ما تزاوله الحبشة في أريترية وفي قلب الحبشة، وما تزاوله كينيا مع المائة ألف مسلم الذين ينتمون إلى أصل صومالي ويريدون أن ينضموا إلى قومهم المسلمين في الصومال!!، ويكفي أن نعلم ماذا تحاوله الصليبية في السودان الجنوبي!! ويكفي لتصوير نظرة الصليبيين إلى الإسلام أن ننقل فقرة من كتاب لمؤلف أوربي صدر سنة 1944 يقول فيه: "لقد كنا نخوف بشعوب مختلفة ولكنا بعد اختبار لم نجد مبررا لمثل هذا الخوف.. لقد كنا نخوف من قبل بالخطر اليهودي، والخطر الأصفر، والخطر البلشفي. إلا أن هذا التخويف كله لم يتفق كما تخيلناه!!، إننا وجدنا اليهود أصدقاء لنا وعلى هذا يكون كل مضطهد لهم عدونا الألد!!، ثم رأينا أن البلاشفة حلفاء لنا. أما الشعوب الصفراء فهنالك دول ديمقراطية كبرى تقاومها. ولكن الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام وفي قوته على التوسع والإخضاع، وفي حيويته.. إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوربي"!!... ============================= 1 - ذلك أن اليهود والنصارى (من أهل الذمة) كانوا ممن كاتب التتار لغزو عاصمة الخلافة والقضاء على الإسلام والمسلمين فيها، وممن دلوا على عورات المدينة وشاركوا مشاركة فعلية في هذه الكارثة، واستقبلوا التتار الوثنيين بالترحاب، ليقظوا لهم على المسلمين الذين أعطوهم ذمتهم ووفروا لهم الأمن والحياة. 2 - نقلا عن كتاب، الشريعة الإسلامية والقانون الدولي العام للأستاذ علي منصور. 3 - من كتاب جورج براون نقلا عن كتاب: التبشير والاستعمار في البلاد العربية للدكتور مصطفى خالدي، والدكتور عمر فروخ. BSombo_Galgani

04 فبراير، 2010

امثال الفــــــــــولانــــيCategoriesCommon sense _Proverbs

Proverbs CategoriesCommon sense A hunter who has only one arrow does not shoot with careless aim. When a palm-branch reaches its height, it gives way for a fresh one to grow. One cannot go back to the farmer from whom one borrowed seed-yams to plant to say that the beetles have eaten up the seed-yams. If one were to remove every smoking wood from a fire and condemn it as bad, one would be killing the fire itself. It is the brutally outspoken man that earns enmity. The elephant and the tiger do not go hunting on the same pasture. A farmer does not boast that he has had a good harvest until his stock of yams lasts till the following harvest season. He who pursues an innocent chicken always stumbles. The fish that can see that its water is getting shallower cannot be stranded. Without knowing a way thoroughly at day time, never attempt to pass it at night. It is not enough to run, one must arrive and know when one has arrived. It is a lazy man who says "it is only because I have no time that my farm is overgrown with weeds". Every river knows where its water would not be soaked up into the earth, and that is where it flows past. Hard work A farmer does not conclude by the mere look of it that a corn is unripe; he tears it open for examination. It is little by little that a bird builds its nest. To do one's duty is to eat the prized fruit of honor. A farmer, who would not work inside the rain and would not work under the sun, would have nothing to harvest at the end of the farming year. An ant-hill that is destined to become a giant ant-hill will definitely become one, no matter how many times it is destroyed by elephants. He who is afraid of doing too much always does too little. Sleep and indolence are not cousins of a good harvest. Success is 10% ability, and 90% sweat. Not giving up One must row in whichever boat one finds one's self. When a person regrets endlessly, he gets to pay more for what he regrets. It is little by little that a bird builds its nest. It is not only the fox, even the snail arrives at its destination. However long the moon disappears, someday it must shine again. It is the same moon that wanes today that will be the full moon tomorrow. It is only the toad that gets up from its knees and falls back again on its knees. The spider that knows what it will gain sits waiting patiently in its web. The praying mantis is never tired waiting all day. One does not become a master diviner in a day. A forest is not made in a season. The swoop of an eagle has seen many seasons and floods... Who says the oasis in the desert is happy because of its hidden spring of water? The cricket is never blinded by the sand of its burrowing. An oil lamp feels proud to give light even though it wears itself away. A bird does not change its feathers because the weather is bad. Cooperation Common proverbs of cooperation are: A herbalist that refuses to ask laymen what leaves he looks for in the bush, must have difficulties getting what he wants. It is a pot of water that is already half full that the world would like to help in filling to the brim. A man can not sit down alone to plan for prosperity. A man who lives alone is either always overworked, or always overfed. A single tree can not make a forest. A single man can not build a house. If a child shoots and arrow that reaches the top of a tall palm tree, then it must be that an elderly person carved the arrow for him. When the right hand washes the left hand and the left hand washes the right hand, both hands become clean. It is by the strength of their number that the ants in the field are able to carry their prey to the nest. Two footsteps do not make a path. Two raindrops do not make a pool. Patience The calf shouldn t be in a hurry to grow horns; he ll have them until he dies. A speedy wrestling and a bad fall go hand in hand. Patient people are patient to gain longevity. However long the moon disappears, someday it must shine again. It is little by little that a bird builds its nest. The thirsty fig sits waiting patiently, waiting for the arrival of the rains. One does not become a master diviner in a day. A forest is not made in a season. The swoop of an eagle has seen many seasons and floods... It is not only the hare, the tortoise arrives also at the destination. Kindness What good people witness should not become bad. Without knowing a person we must not hate him. He who digs a pit for others must invariably fall into it. By being grateful, a man makes himself deserving of yet another kindness. When the laborer is praised, his cutlass begins to cut more keenly. If the owner of a calabash calls it a worthless calabash, others will join him to use it to pack rubbish. Criticism is easy but it does not create. If one imitates the upright, one becomes upright; if one imitates the crooked, one becomes crooked. When a sickle is drawn, it in turn draws the tree to which it is hooked. If a person who curses another is not better than the person he curses, a request is never made of him to rescind the curse. Honesty Money does not announce how it is earned but whereas properly earned money appreciates, improperly earned money depreciates. The bottom of wealth is sometimes a dirty thing to behold. Rather than tell a lie to help a friend, it is better to assist him in paying the fine for his offense. Thoughtfulness A fowl does not forget where it lays it eggs. The habit of thinking is the habit of gaining strength. It is one word of advice that one needs to give to a wise man, and that word keeps multiplying in his mind. Does a man not know when he has pepper in his eyes? If we forget yesterday, how shall we remember tomorrow. Thoughts and dreams are the foundation of our being. We are what our thinking makes us. Sharing/Generosity Every little tree gives its little bit of shade. It is an unthinking man who achieves prosperity, and then finds with time, that his body can no longer pass through the door. When an only kolanut is presented with love, it carries with it more value than might otherwise be associated with a whole pod of several kolanuts. The man who remembers others, remembers also his creator. The bird that remembers its flockmates, never missed the way. When a dying man cries, it is not because of where he is going which he knows nothing about, but because of what he wishes he would have done in the world he is leaving behind. The head could not have got to where it is now if it did not give. Humility A performing masquerade who tries too hard to outclass his colleagues may expose his anus. It is from a small seed that the giant Iroko tree has its beginning. A family name is not cooked and eaten, one's life is the thing. A good name is better than gold. He who is courteous is not a fool. The fowl perspires, but the feathers do not allow us to see the perspiration. Greed A bag that says it will not take more, and a traditional doctor who says he would not leave anything behind are both sure to suffer. Good Behavior A man who is advised and he takes it, is still a man who acts from his own free will. When a ripe fruit sees an honest man, it drops. When a fowl gets to a new town, it stands on one leg until it knows that it is a town where people stand on their two legs. A man who has one finger pointing at another has three pointing towards himself. The man who is honored, has first honored himself. Greatness and beauty do not belong to the gods alone. Antagonism is not good for fowls, and it is not good for goats; worse still, it is not good for human beings. Our examples are like seeds on a windy day, they spread far and wide. A clay pot of water is never hot-tempered. A person who picks something and decides to make it his own, ought to think how he would feel if he was the person who lost the property he picked. He who is called a man must behave like a man. One must have to wait till the evening of one's life time to know what gratitude to pay to one's guardian spirit. Consequences A man who is advised and he takes it, is still a man who acts from his own free will. If hunger forces a farmer in a particular year to eat both his yam tubers and the seed-yams, the succeeding years would still be worse because hewould have no yams to eat and none to plant. Sometimes the rain might force a man more than once to seek shelter under the same tree. When the roots of a tree begin to decay, it spreads death to the branches. It is the fear of what tomorrow may bring that makes the tortoise to carry his house along with him wherever he goes. He who digs a pit for others must invariably fall into it. Peace Let's fight, let's fight, no one knows whom fighting would favor. Two men quarreling do not share the same seat on a canoe. To have no enemies is equivalent to wealth. If the owner of two adjacent farms cannot be friends, then they must wait till their next reincarnation to be able to make friends. Whoever says "let's fight" does not know who will be victorious. When a man finds that he was wrong to have refused to eat, he should leave his anger and play a harp to call for harmony. Without retaliation evils would one day become extinct from the world. A spacious ground is the right place to demonstrate one's skill in wrestling. Wisdom and age If you come to the village of the blind, close an eye until you leave. An old banana leaf was once young and green. Old age does not come in just one day. Courage The sun will not dry what it is not shown He who does not look ahead always remains behind. Courage is the father of success. Charms do not perform miracles on the shelf; they perform for those who are brave. Family Being a younger brother/sister can be worse than loosing a eye. A person who has children does not die. We can not choose who our relatives should be, even though we may come to like some better than others. When a man loses his prestige, he does not regain it by going to where he is not known. A good name is better than gold. A piece of iron can only become what the blacksmith says it should become. It is the habit that a child forms at home, that follows them to their marriage. It is an irresponsible adult that creates enmity because of a disagreement that arises between two children. A child is what you put into him. Talks that are considered to be important must be made to drag on for so long as to make even the deaf begin to hear it. Criticism is easy but it does not create. Love is better than a whip. A child who has no mother will not have scars to show on his back. Even as the archer loves the arrow that flies, so too he loves the bow that remains constant in his hands. Friendship The eyes can see what they don t like to see, but legs will go only to place they like to go. If a person returns to where he/she went yesterday, he/she liked where he/she went yesterday. To eat from the same pot with another man, is to take an oath of perpetual friendship with him. If one imitates the upright, one becomes upright; if one imitates the crooked, one becomes crooked. Rather than tell a lie to help a friend, it is better to assist him in paying the fine for his offense. Survival It is the toothless animal that arrives first at the base of the fruit tree, to eat his fill before others arrive. If the load is too heavy for someone to carry, one would be better off to give the load to the ground to carry. The tree that cannot shed its old leaves in the dry season, cannot survive the period of drought. Leadership When one is taking a chicken from its roost, the hen is bound to attack with at least its claws. A pad that breaks a pot of water does not remain on the head. A bush fowls' playground is never appreciably spacious. If the owner of a calabash calls it a worthless calabash, others will join him to use it to pack rubbish. What affects the nose must also affect the eyes that must weep for it. If a greedy eater is near a patient, such a patient can never survive. There is no elephant that complains about the weight of its trunk. No elephant is burdened by the weight of its tusks. When the elderly ones in a house travel, the younger ones quickly grow in experience. If a soup is sweet, it is money that cooks it. A glorious past is the work of a glorious man. The responsibility of power is like holding an egg. Grasp it too tightly and it will drip through your fingers; hold it too loosely and it will drop and break. Misceallaneous The need to create made sour milk, but fresh milk is not bitter The goat that cries the loudest is not the one that will eat the most. It is the self-love of the king parrot that made him become a talkative. The owl is the wisest of all birds because the more it sees, the less it talks. If gold rusts, what will iron do? A masquerade does not perform to an outside audience until he performs well at the home base. Our elders quote the cock as saying that "it would not be good if one becomes the only person in the world, and that is why they crow every morning to show their number". Beauty is not sold and eaten. A masquerade is not a spirit only because of its mask. When a woman prepares a dish which others find unpalatable, she says that she prepared it to suit her own taste. At a time a cockerel matures, it begins to crow to tell the world the time of day. A diviner cannot accurately divine his own future. Once a cock begins to crow, it never again becomes dumb. It is he who has no place to call at that moves fast through life. No frog is tied by a rope to a pond. Money has the capability of making people laugh; but when they laugh, the foolish ones sometimes forget to close their mouths. No one feels the pains that arise from unintended injury المرجع- فولاني ويب سايت جم تن bsombo_pullo Galgani

Ɓii Pullo : Babiker Mohamed