BP Pixel code

BEE PULLO

15 ديسمبر، 2014

الفلانيين_فولبي Fulɓès Peuls

  مقدمـة
إنه لمن دواعي الغبطة و السرور أن أضع بين أيديكم هذه الترجمة المباشرة لمصدر ويكيبديا عن  الفلان (الفلاتة) لكي يتمكن الغير الناطقين بالفرنسية خاصة في السودان و الدول الناطقة بالعربية من فهم مراحل التي مر بها هذا الشعب و شتي أنماط حياته التي تتسم في أحيان كثيرة بالبداوة و الترحال مرورا بممالكهم و دولهم إلي غاية مجيء الإستعمار.
كما قيل: الشعب الذي ليس لدية تاريخ هو شعب بدون روح, بدون مقومات البقاء, صناعة التاريخ تتطلب كثير من السنين  والعمل و الكد قد يكون العمل لغرض شخصي أو قبلي بقصد أو بغير قصد يتم صناعة تاريخ الذي  غالبا مايكون محفوفا بالمخاطر و إراقة الدماء و المجهود فكري و عضلي لإنسان لكي يترك للأجيال القادمة ما نسميه نحن اليوم بالتاريخ الذي قد كان بنسبة لهم في عصرهم مجرد إشباع رغبة أو تحقيق هدف ما , كأنهم سخروا حياتهم لكي نجد نحن شيء نفتخر به في الوقت الراهن, نحن أيضا بدورنا في حالة صناعة التاريخ بقصد أو بغير قصد, إذن يجب أن نعمل لنصنع التاريخ كما ينبغي و هذا أقل شيئ يمكن العمل به وحدهم الأجيال القادمة لديهم كلمة الفصل في عملنا الذي نقوم به الآن.
أرجوا أن أكون قد وضعت لبنة في إيصال المعلومة الصحيحة إلي القارئ الذي لولا هذه الترجمة بالعربية قد يكون لم يسمع عن هذه المعلومات مهمة.
الهدف الأساسي هو المقاربة بين شعوب
وشكــــــــراً
شعب الفلان,فولبي,فلاتا,بيول....الخ:

        الفـــلان, أو فـلا, هم عبارة عن عابرين للمناطق الساحل الصحراوية التي ينتشرون فيها, وفي الوقت الحالي ينتشرون في واحد و عشرون دولة إفريقية, و في إفريقيا الغربية, و أيضا في تشاد و جمهورية وسط إفريقيا و السودان.
في الوقت الحالي الكثير منهم تركوا حياة الترحال و أصبحوا متمدنين, و السواد الأعظم منهم مسلمون إن لم يكونوا كلهم,وإنتشارهم يعزي إلي نمط حياتهم, وإنتشارهم أيضا شجع علي إمتزاجهم مع كثير من الشعوب, مع طبعا الإحتفاظ بثقافتهم الأصلية.
أما أصلهم و هويتهم, ليس فقط متعلق بالغة البولارية أو الفلفلد, وهذا الموضوع كان و لا يزال موضوع نقاش طويل.
 Woɗaaɓés أو المبعدين أو المحرمين أو المنفيين , هذه المجموعة تعرف بالاحتفال بعيد Geerowel هذه المجموعة هي عبارة عن أقليات في جميع الدول التي يسكنون فيها ما عدى غينيا كوناكري, حيث هذه المجموعة وحدها تمثل نسبة 56 % في غينيا كوناكري.
التسميـــات
عبارة Peul   ما هي إلا ترجمة اللغة الفرنسية لكلمة الولوف المطلقة علي الفلان. و الفلان يسمون أنفسهم فولبي (FuLɓé) أو بولو (Pullo) للمفرد,أو بالفلاتة حسب تسميات شعوب شمال الصحراء لهم,.
كلمة Fula أو فلاة أو فلاني ,كلها تسميات الشعوب الآخري يطلقونها علي الفلان, مثلا  peulh  بالغة الفرنسية, Foulani بالغة الإنكليزية,Flacha بالغة اللأثيوبية, Flasheperssa بالغة الألمانية.
حسب البعض فإن كلمة Pullo تأتي من كلمة فولد  Foulade أي الذر بلغة العربية ,مثال: -ذرت الرياح الدقيق-  و هذه الكلمة متداولة في لأوساط الفلان, لكنها بعيد عن التوثيق العلمي, في الوقت الحالي لا توجد تسمية متفق عليها من الجميع, علي الفلان.
 (Chek anta jop )أرجع أصول الفلان إلي مصر,كذالك أصل السرير والولف,لكن هذه النظرية فندت من طرف كثير من الباحثين مثل:schul ,و أتفق الكثير من الباحثين علي القرب اللغوي للفلان من الولف و السرير.
الفلان, مجموعة woɗaaɓé  أو المحرمين أو المبعدين,bororo’en عبارة عن قبائل ساكنين و رحل يعيشون في الدول التالية:(موريتانيا-السنغال- مالي- بوركينا فاسو- غينيا كناكري- نيجر- تشاد- السودان-نيجريا –الكامرون- وسط إفريقيا- توكو ....................إلخ).
و في مالي علي سبيل المثال, الفلان يتواجدون بشكل خاص في إقليم mopti (moffti) و يمثلون المجتمع  الثاني بعد بمبرا.
و في السينغال يمثل الفلان و Hal poular أو (Foula phon), المجتمع الثاني بعد الولوف, و في غينيا كوناكري الأكثرية 56%,أما في نيجيريا يمثلون المجتمع الثالث بعد الهوسا و إبو ,و في النيجر و  موريتانيا المجتمع الثاني,و يمثلون نسب معتبرة في الدول الأخري.
الفلان هم شعب رعوي ,و الذين يستخدمون لغتهم مثل الهال بولار و الهوسا  يتفاهمون معهم بدون عناء.

أصـول الفـــلان
الفلان عبارة عن شعب رحل من مناطق جنوب الصحراء, الذين في أحيان كثيرة نجدهم يسكنون بمحاذات البيظان أو الطورق, أما  أصلهم فقد ولد بحر من النقاشات,و معطيات جد متباينة بشكل كبير و الذي لا يمكن صهرها في بوتقة واحدة..
تاريخ الفـــلان
لا يمكن الجزم بزمن إنطلاقهم من مصر ,وفي هذا السياق قال المأرخ Andrre arcine بأنهم انطلقوا من الشمال الصحراء  إلى جنوب المغرب عن طريق الجزائر الجنوبي عندما إنطلقوا من موطنهم الأصلي في القرن السادس قبل الميلاد feraud,brenger,fernau  أشاروا إلي الطريق الشمالي, علي أنه طريق هجرتهم. بما أن الصحراء جرداء و قليلة الأمطار و المنبت, فقد أعتبرت غير قابلة لسكن من طرف هذا الشعب الذي يعتمد علي تربية الماشية بشكل أساسي, ولقد أعتبرت الصحراء مكان وعر و صعب العبور لأنه مكان مترامي الأطراف.
أما seul mouthel  فقال بأنهم أتوا من جنوب الصحراء, وهذه الهجرة الأولي من الشرق إلي الغرب,و وصولهم إلي ضفاف نهر السينغال في القرن الثامن بعد الميلاد,أو بمعني اَخر الفلان هم مجتمع تكون من مجموعة هجرات للفلان من مختلف لاماكن و المناطق.وكل المؤرخين  يتفقون علي ألاهمية التاريجية لهذا الشعب في إفريقيا الغربية,و بعض من هذا المجتمع تمدن و أنشؤؤا دويلات وممالك إسلامية صغيرة مثل ما حدث في ماسنا في مالي و فوتا جالون و فوتا تور.
في الإقليم الساحل الغربي
في القرن 6 الميلادي:مجئ الفلان الرحل إلي حوض موريتانيا في فترة الخصوبة,(النقوش الموجودة في تسيل tassili في هاقور hagour .
في القرن 11 الميلادي: أسطورة فوتنكا,مملكة جاواغو diawagoo; .

في الطرف الأخر من نهر النيجر
في القرن 11الميلادي إنشاء مملكة المرافيد el marravide التي تضم موريتانيا و المغرب حاليا,قبائل الفلان التي قد وصلها الإسلام من قبل بشكل يمكن أن يكون شبه ضعيف,أرغمت مرة أخري علي إعتناق الإسلام من جديد,و إضطهادم من طرف المرافيد الإسلامين جعلهم ينزحون إلي الجنوب,حيث أستقرت المجموعة الأولي في سنغامبيsene-gambi  وفيɓoundou,و نزحت المجموعة الثانية إلي أسفل السينغال حيث كونوا مملكة تكرور التي سوف تسمي فيما بعد فوتا تورو,أما المجموعة الثالثة أنتهي بها المطاف في ماسنا macina ,التي انضمت إليها قبائل الفلا,والفلان التي كانت تتجة نحو النيل,في القرن السابع ميلادي الفلان الرافضين الدخول في الإسلام في مملكة غانا,تحت ضغط المرافيد نزحوا إلي فوتا جالون و ماسينا و أخيرا في بلاد هوسا.
في القرن 13 أمتزج الفلان في بلادالتكرور مع بعض القبائل مثل التكلور و السريير ,لكن مع الرعي الذي يمارسونه من الغرب إلي الشرق وصلوا إلي أقاليم فوتا جالون في غينيا و وصلوا إلي حوض نهر تشاد و في جنوب الكامرون,هكذا أنتشروا في بقعة كبيرة من أفريقيا خاصة في المناطق الساحلية في السينغال والسودان.
في القرن 13 إلي 14 ميلادي:
مملكة ماند mande التي كان يعم فيها السلام و الاستقرار وحدت بين مختلف القبائل و الاطياف مثل :(الطوارق,ولوف,بمبرا,سنكهي,تكرور,جالونكى,دكون,,,,,,,,,إلخ) كل هذه القائل خضعت لمملكة ماند الفلانية.
في القرن 15 الميلادي:
إمبراطورية (علي سني بر)(soni ali bar) سنكهاي في غاو, و الذي كان ذائع الصيت في السودان الغربية, هذا الأخير قد أقتطع جزء من كبير من إقليم ماسنا, و هكذا ضم كثير من الفلان الذين كانوا يسكنون في ذالك الإقليم  تحت لوائه,و هكذا أصبحوا تابعين لمملكة سونكهي.
في القرن16 ميلادي:
كولي تنكلاKoli tengualla  المشتهر ب (بل)(poullo)الذي هو من والدين من سلالتين مختلفتين من أب فلاني و أم مالنكية, علي رأس جيشه إستطاع دحر قبائل البيظان أو(maurs),و أخضع مملكة فوتا تور تحت لوائه بعد عديد من المحاولات,كما أخضع الولف و السريير, والحق مملكة فوتا تور إلي مملكته التي امتدت من أعالي نهر النيجر إلي حوض نهر السنغال شرقا و غربا,و فوتا جالون جنوبا, كولي تنغلا koli tengualla عندما أصبح ملكا أصبح يطلق عليه لقب (Saltikhe) في فوتا تور رسخ القبلية, أو بمنعي أخر تم تفضيل (Deniyankoɓé).
في القرن 18 الميلادي: تم إنشاء مملكة في فوتا جالون التي يعتمد تسييرها علي الشريعة الإسلامية, في أعالي غينيا.مع ظهور القبائل البربرية-العربية في لبراكنة و ترارزة قي القرن 18 الميلادي,و في فوتا تورو تحديدا وال(walo) و كايور (kayor),وقبائل تاسمبا tashomba المرغمين من طرف المغاربة و الهرمان(الجلاسين بين المغاربة و السود) علي زرع الفتن في فوتا تورو أطاحو بحكم Deniyankoɓé حيث إستبدلوه بحكم الشيوخ الدين (الزناكة),الحروب المعوية بين مختلف قبائل التي كانت تنضم تحت لواء (Deniyankoɓé) إمبراطورية ماندي, أصبحوا يتناحرون فيما بينهم, منما سبب التهالك و الفقر السريع لبقايا المملكة, هذا الوهن السريع مكن الزناكة من نقل الممتلكات إلي لبراكنة و ترارزة,لكن نفوذ البيظان باء بالفشل بعد فترة وجيزة,في الصعيد الإقتصادي والإجتماعي, تحت التأثير المتنامي للقبائل الإسلامية( الطلبة),مما حتم تراجع البيظان في سنة1786.
في القرن 18 ميلادي:
عشيرة jahlow : الحكم الفلاني في ماسينا حارب تحت لواء الإسلامي(الجهاد) الحروب المقدسة الإسلامية,و كذالك في نيجريا مثل osman dan fodio تحديدا في sokoto و الشيخ آمدو في ماسينا.
القرن 19 ميلادي:
مملكة الفلان في ماسنا مع القائد Amadou barri الذي أكتسح تمبكتو,الذي يعرف بإحتلال جلكوجي(djelgooji), ولبتاكو(liptaako)و وكذالك إحتلال أو إكتساح الفولتا الأسود و جنوب غرب إفريقيا, المسمي حاليا ببوركينا فاسو, ظهور الداعية الإسلامي شيخ آمدو في ماسينا و شروعه في محاربة تحت اللواء الإسلامي سمح للفلان أن يجدوا كتلة سياسية قوية يحسب لها حساب. وحدهم الفلان مجموعة(bororos_ woɗaaɓé ) لم يدخلوا تحت اللواء الإسلامي الذي كان مركزه في مالي لأسباب جغرافية.
هكذا أمتدت مملكة الفلان في ماسينا,و ضمت ماندنغ,و قبائل فولدfouladou  ,وفي غينيا (فوتا جالون),وفي نجيريا مملكة سوكتوsokoto .
القرن التاسع عشر يمثل للفلان قرن سريع الزوال,و لكن برغم من كل ذالك أستطاعوا أن يكونوا وحدة سياسية قل ما حصلوا عليها من قبل.
في القرن18 تحديدا 1811م,أنتصر الفلان إنتصارا كاسحا علي gourmantche في دوري(dori),عشر سنوات بعد ذالك نزلوا في ساحل البنيني ,وانشؤوا فيها إمارات فلانية بعد إكتساحها من المدعو malam alim الذي تم قتله سنة 1827 في gossi من طرف الطوارق, منما حتم تركهم لمناطق المحتلة في (Oudalan), إقليم شمال شرق بوركينا فاسو.
في 1886 تم القضاع علي دولة   pain  التي كانت تقوم في غينا بساو الحالي من طرف الحاج عمر تال,ثم ساموري توري.

في فترة الإستعمار
في القرن العشرين مع ظهور الأروبين في المناطق الإفريقية و الغينية,تم توقيف الحروب الكبيرة التي كانت تنشط في المناطق وسط وغرب و شرق إفريقيا, كما وضع حد لبعض المبادلات التجارية التي كانت ثحدث بين الدول  التي كانت في المنطقة,وكذالك ركزوا علي تجارة الرقيق بشكل أساسي.
الفلان بنسبة لأروبين كانوا يمثلون أسطورة, ولم يستطيعوا فهم أساليب التجارة المتبعة من طرفهم.
في القرن العشرين لقد أعتبر الفلان من طرف الأروبين مثل محاميتmahamet rouges مسلحين (أحرار- أسياد)لم يخضعوا لأحد مثل البربر و التوارق.
مقاومة الفلان للإستعمار
الإستعمار جاء متأخرا في مناطق أعالي النيجر1854,وفي فوتا جالون في 1896,بعد مائة سنة من وصول الأروبين.
الحاكم الفرنسي آنذاك في غينيا فدريب federaihba . أعتبر الفلان محاميت  مسلحين مثل البيظان و الطوارق,ظهرت تركيبتهم الإجتماعية معقدة بنسبة للأروبين,وغير قابلة لإختراق بسب اللغة, لذاك السبب دخل المستعمر معهم في مختلف مجالات التجارية تحت إسم(حكومة العامة لإفريقيا الغربية) الذي هو بهدف ترسيخ المفهوم التجاري لمستعمر.
المستعمرات الثلاثة التي كانت تحت الحكم المباشر لفوتا جالون(سنغال- سودان- غينيا) تم فيها مقاومة دبلوماسية كبيرة,حيث تم الإمضاء علي إتفاقيات كثيرة منها(مرسوم أو إتفاقية التجارة و الصداقة 1881 بين المامي وبايل),هكذا بدأت أول محاولة مباشرة لإحتلال بالقوة فوتا جالون تحت غطاء الحماية المصالح الفرنسية الإنكليزية في السيراليون و اللإتفاقيات الموقعة بين الفرنسين و البريطانين.
في 1881 تم رفض جميع الإتفاقيات الموقعة مع المستعمر,و كل أيضا كل الإتفاقيات الموقعة من قبل,هكذا قامت حركات من طرف المامي و تحررت من كل قيود المستعمر, و نفس الحركات حاولت إقصاء المستعمر بشكل نهائي,و هذا الإقصاء تمثل في رفض أنواع تجارة المستعمرين,حجب كل أنواع سلطات المستعمر التي كان يتمتع بها,و رفض ترك المستعمر يسرح و يمرح في فوتا جالون.
مهمة briquelot في هدف إقناع المامي أي الحاكم, نوايا المستعمر الجيدة حيالهم و لكنها كلها بائت بالفشل. حيث تقابل دائما (بفوتا جالون لفلان و فرنسا لفرنسين),و إنطلاقا من هذه المقولة تولد عصيان مدني و كل ما هو فرنسي مقاطع, و هكذا أصبحت فرنسا عاجزة عن أنشاء علاقات بين ساموري و مامي ,ساموري الذي كان يشجع إكتساح فوتا جالون من طرف المستعمر,لكن أرشناردarchinard  كان يرسل بشكل مكثف الرسائل إلي المامي,لتهدئة الوضع في فوتا جالون, و حماية الوحدة الترابية, في فوتا جالون حدثت حروب بين المستعمرين أنفسهم إلي غاية ظهور المرسوم1865 الذي بموجه تم إنشاء الحكومة العامة لإفريقيا الغربية لهدف توحيد السياسات الفرنسية في المستعمرات (سنغال- سودان-غينيا)حيث أصبحت كل هذه الدول التي كانت تابعة لفوتا جالون مستقلة,لها سياساتها,المستقلة عن الحكم المامي في فوتا جالون,تحت ضغط المستعمر تم تقسيم الدول الثلاث إلي الدويلات صغيرة, بالحروب و الإنقسامات الداخلية.
مع ساذجة الحكام فوتا جالون,و بساطة سياستهم في وجه السياسة الفرنسية, إلا أنهم أستطاعوا أن يستغلوا عدم فهم الفرنسيين لما يجري في الساحة لكي يوقعوا بين الفرنسين أنفسهم,وفي مكان آخر يشاهد (مقاومة الشعب الصغير)مثل إعادة شراء الرقيق و إعتراض قوافل المستعمر, حيث كانت سياسة المستعمر هي تشجيع علي هروب الرقيق, ثم يستخدمونهم في  الحرب ضد أسيادهم, أو حتي بيعهم في السوق الرقيق
هذه السياسة أنخرت جسم الدولة فوتا جالون حيث كانت بحاجة ماسة إلي كل السواعد لزراعة والرعي,هكذا أتبع المستعمر سياسة الإقطاعية غير مطبقة بشكل مباشر حيث كان الهدف منها هو إضعاف  دولة فوتا جالون القوية,وتهيأت الجو ملائم للغزو العسكري فرنسي, والمستعمر شجع الكراهية بين الشعوب التي كانت مضطهدة وتقويتها لإستخدامها ضد الفلان في فوتا جالون, في 14نوفمبر 1886دعم الفرنسيين ((Bokar biro علي إبن عمه (Soriya Ibrahim)بعد وفاته في حو ين سنة 1890 في حرب(Poredaka).
خلافا لمعتاد في كل المستعمرات الفرنسية في إفريقيا لم يتم دمج الفلان في جيوش النظامية لسببين:
-سبب بنيوي:مقاومة الفلان للفرنسيين علي مدي التاريخ و عدم قبولهم بأي حال من الأحوال الخضوع بالمفاوضات, الفرنسيين كتبوا ذالك في كتبهم,ونصوصهم , ورسائلهم المكتوبة,و مخطوطات من الفلان أنفسهم, و هذه المخطوطات محفوظة إلي يومنا هذا في دكار,و في 1956 أعلنت غينيا إستقلالها عن المستعمر الفرنسي.
مع ظهور جيل جديد الذي لم يخضع لرق,من أصول القبائل التي كانت تخضع للرق من أبناء برورى (Buoruore) تم الحصول علي الإستقلال سنة 1960,أبنا ء الفلان جاؤوا لكي يساهموا في سياسة الدول التي يعيشون فيها لكن دائما كان ينظرون بعين الريبة و الشك, في السينغال أنتخب (Mamadou Dia) رئيس مستشارين الحكومة , في سنة 1958 بعد إعلان إستقلال السينغال, لكنه أتهم بمحاولة أنقلاب سنة 1962 حكم عليه بالسجن,و في سنة 1960(Amadou Aidijo)أصبح رئيسا للكاميرون,وThomas Sankara  رئيسا لبوركينا فاسو,في غينيا كل معارضي الدكتاتور Sekou Toure من أبناء الفلان, كلهم اضطهدوا في سنة 1970, حيث تم قتل 1000000 من الفلان في غينيا و إبادتهم,و قصة تلك المجزرة متابعة من طرف الولايا ت المتحدة الأمريكية و أنكلترا, وفرنسا و الدول الإفريقية المتصدرة,و نفس الشيئ حصل في موريتانيا حيت تم قتل 700 جندي من (Halpoular) في الثكنات العسكرية , وسلب ألاف الرؤوس من ابقار الفلان الرعاة , و مئات ألاطنان من ذهبهم الخالص, و تم تهجير الآلاف منهم إلي السنغال و مالي.
الديانــة
الفلان هم شعب مسلم 100%,تقريبا,الفلان في الجزء إفريقيا الغربية لهم الفضل في نشر الإسلام السني خاصة شعب التكرور TORODO تعني بالعربية (طلبة العلوم الدينية,أو طالب علم),مثل الشخص Ousman Dan fodio مؤسس إمبراطورية sokoto, ثم Sekou Amadou مؤسس إمراطورية ماسينا , هذا الأخير ليس من torodɓé أنما هو من الفلان الرحل, و Mouhamed bello سلطان هوسا,modibo Adam  مؤسس إمبراطورية الفلان في adamawa, في ميدان إجتماع الجغرافي فإنهم يغزون  دائما تحت لواء الإسلام(الجهاد),و هؤلاء دائما أو في أحيان كثيرة, هم الفلان المتمدنين(و بشكل خاص في إفريقيا الغربية),و ممتزجين بأناس الذين يسكنون معهم,كانوا يشيدون مدارس القرآنية, وكانوا ينشرون الصوفية, و مع الملاحظة إن الداعية الكبير الحاج محمود باه من الفلان الرحل.
في بعض الأحيان الفلان يرعون علي ضفاف الشعوب العربية, في نهر الأبيض المتوسط و حدود ليبيا,مصر, و النوبة,في كل هذه المناطق يتواجد الفلان بشكل طفيف, المتأثرين بثقافات التي يتعرضون لها خاصة المصر القديمة,الذين يشتركون معهم  في بعض الصفات الحياتية و خاصة تنمية البقر,و بعض العلامات مثل:تمثال Apis ذو رأس البقرة,hotre ;isis كلهم يحملون الروؤس البقرية.
كل هذه العلامات من علامات الملك فرعونِAmon الذي يحمل قرص الشمس بين قرنيه(géno),الأحجية المتمثلة في numide و في اليونان و التي كانت تمثل الطقس
 المتعلق بإله(Elisis) الذي هو الإسم المطلق علي أله من طرف الفلان, الذي خلق منه البقرة المقدسة التي تحمل بين قرنيها صورة العالم,كما نجد أيضا مفتاح أنكا(Anka)الذي يعني الحياة, في اللغة المصرين القدامى, و هذه الكلمة متداولة حتى الاَن في للغة الفلان-بولارية-علي شكل wonki هذه الكلمة تعني,(الروح),onki باللغة القبطية,Yonki باللغة الماندنغ,و كل هذه الكلمات لها معني واحد و هو الحياة.
المفهوم المتداول لكلمة Ka التي تعني عند قدماء مصر التنفس الإلهي,Kiné في الغة الفلان تعني الأنف,الذي يستنشق به الإنسان الحياة, إذن Ka في للغة الفلان تعني (كون, أصبح), إذن حسب الفلان فإن الحياة تستمر مادام التنفس الإلهي يحي البدن.
إنه من غير العادل أن لا نذكر الحاج عمر تال الذي نشر الإسلام في ماسينا,و فوتا و مقاومة الباسلة لمستعمر الفرنسي, و لا يمكن أيضا أن ننسى التقدم الفلان في البراري وسط أفريقيا,والذين,دخلوا إلي حياة التمدن.
وبعض الرعاة الفلان لا زالوا يحتفظون بقصص حياتهم, من أين جاؤوا, من أين منشأهم,و قصصهم,علي سبيل المثال:
Koumen: المتخصص في الرعي,مشاهدة هذا الرجل نادرة, حسب الأسطورة, لا يراه إلا الرعاة الكبار, المتفنين في الرعي.
و أسطورة الصيد kondron وتنقسم إلي shevaisme ;vedisme ;terimte,كلها طقوس تمارس في الهند,لكنها أيضا تمارس من طرف رعاة الفلان, و قصصهم هنا و الهند متشابهة إلي حد كبير,و متطابقة أحيانا إلي حد كبير, طقس (vedime)هو الإعتقاد في الجن, هذاالطقس من آثار الأديان السماوية,أي عين الشمس تعني الإله الخالق(géno),أرواح الماء(ondines ),أرواح الفضاء (sylphes),إله الشجر(ketiol),ارواح غير المرئية التي تسكن الغابات, جن الماء(tyanaba),جن النار,جني الهواء, و الإله الحارس (kaidara) أو الإله المفضل وضعه في أماكن لحفظ اللبن, كل هذه المعتقدات حاضرة في الحياة اليومية للفلان.


الأنتربولوجيا الثقافي والإجتماعي
 الموروث الثقافي:
التوارث اللغوي و العادات و الأساطير من الأساسيات عند الفلان,و هو شيئ محبوب عندهم , وهذا الموروث الثقافي و الحضاري يتم تمريره إلي الأجيال الصغيرة,وخاصة جيل الشباب من طرف الأناس المسنين وبشكل خاص النساء,الذي يمررونه عن طريق الغناء و القصص,و الحكايات,و للغة الفلان, وحتى للغة المحكية يتم توريثها بشكل شفهي من طرف النساء المسنات , هكذا يتم تمرير ثقافة شعب بكاملها,طقوسه,و معالمه,و مكتسباته.
تذوق اللغة, ينعكس بسرد القصص و الشعر و التمجيد, و المدح والثناء, و وصف الملاحم و الحروب,و الإضافات الكلامية, في الأمسيات(Hirde),لكن مهما كانت نوعية التمرير, لا يمكن أن تحل محل الممررين أنفسهم(ñeñɓe)و المؤرخين.
ومن الملاحظ أن الفلان في أحيان كثيرة يتقنون للغتين أو أكثر,الجمال ,الحكمة والإستقامة,و العقل,و حرية التصرف هي كلها أشياء موجودة في صميم الثقافة الفلان و هذه الأشياء سالفة الذكر هي العمود الفقري لتفلن (poulagou).
الفــن:
الفن عند الفلان هو شيئ مهم جدا , صنع الأغطية,و الأدوات, متروك لأصحابه يمارسونه,بكل حرية الفلان لا يمارسون هذا النوع من الحرف, لكن عند إحتياجهم, لهذه الأشياء يطلبونها من الحرفين, و الشيء الوحيد الذي يقومون بصناعته هي صناعة أقداحهم,المستخدمة في الحليب و قبعاتهم المخروطية الشكل و المزينة بالجلد.
أما الفلان الذين تمدنوا يمتهنون أحيانا الحرف نتيجة للعدوى الثقافية, الحرفين الذين يسكنون معهم, قد يجيد الفلان صناعة الحرير و الخياطة لأنهم قد جلبوا هذه الأشياء من آسيا حسب(Henri lhot) مثلهم مثل الطوارق الذين يصنعون الحلي الذهبية و الحديدية, مع الجلد المطرز بالخرز الذوق الجمالي للفلان  متطور و شهير.
عند الفلان المتمدنين توجد فيهم قبائل متخصصة في الدباغة و صناعة الجلود(maabo), و صناعة الحديد( Bayloo), و صناعة الخشب (Labbo).

اللبــاس

ليس للفلان زي خاص او لبس يخصهم ما عدا في مدينة (habou),لباس أساسي لأحفاد الفلان. ريشة النعامة التي تحمل علي الرأس التي نراها عند قبيلة(wodaaɓé) عند مناسباتهم , التي تذكر بالمناسبات المرسومة في لبنان علي أحد قبور Siti  الأول.
الفلان يحملون أوشام وجهية خاصة بهم, الرعاة منهم يحملون مئازر مزخرفة بألوان هندسية, و رداء علي شكل دراعة صغيرة بدون أيادي , العيون مخضبة بالكحل,و القبعة على شكل مخروطي عندها قبيبة صغيرة في الأعلى, كل هذه الملابس هي عبارة عن لبس خاص بالفلان,و حلاقتهم هي عبارة عن ندبة من الشعر علي شكل يقطين في مقدمة الرأس تتدلى منه خصلات من الشعر, هذا النوع من الحلاقة يتم رؤيتها في ربوع الصحراء كل هذا ذكر من طرف المؤرخ, Henri lahot و يسميها الصحراء,ومع الإختلاط والإمتزاج مع العناصر السوداء أو ثقافة الزنوج,أصبحوا يلبسون لباسهم كنتيجة لهذا الإمتزاج حتي إنهم أصبحوا يمارسون بعض طقوسهم مثل تقديم القرابين,
الرجل الفلاني يلبس المئزر بدون أيادي ,و سروال فضفاض(tchaya),و يحمل عصا و قبعة مخروطية الشكل المطرزة بالجلد, وأسوار من الذهب يضعها في أذنيه, والعمامة موضوعة أحيانا كثيرة مثل لثام الطوارق,و من الملاحظ أن القبعة المخروطية هي خاصة بالفلان تشبه إلي حد كبير قبعة الفيتناميين, حيث يحملونها دائما مع ريشة النعامة في المقدمة, و الأزلام توضع لإبعاد الأرواح الشريرة والجن, والنساء يحملن رداء, أو دراعة ذات خصر أخضر سندسي و أحيانا أسود مزركش.
و في أحيان كثيرة الفلان يلبسون لباس الناس الذي يسكنون معهم, و يضيفون قبعة, قد تكون بيضاء أو (Koufouna),أو لباس قصير في الأسفل ثم فوق ذالك يلبسون دراعة كبيرة , أما لبس النساء غالبا ما يكون أبيض أو خضر, أو زرق غامق, دائما ما يتكون هذا لباس من قطعتين و قطعة صغيرة يلفونها علي رؤوسهن.
نساء الفلان يوشمون شفاههن و لثثهن باللون الأسود النيلي, و يضعن الحنا في أيديهن و أرجلهن,و يثقبون آذانهن ليضعن فيها أقراط من الذهب الخالص,ملتوية الشكل, وأحيانا أقراط من الفضة, لإشارة إلي الغني أو المرتبة الإجتماعية.
الفلان ينتمون إلي فصيلة ذوات الشعر الطويل مسترسل و متموج,حيث يسمح بنوع خاص من الظفير,حيث يتم جمع كل الشعر في الجهة الأمام و جعله علي شكل ندبة, و هذا النوع من الظفير يشتهر به قبيلة(Woɗaaɓés)و ال(bororos),و بعد تكويم الشعر يتركون الضفائر منه تتدلي في الأسفل و وراء الآذان, و تأثرهم بثقافات الأخري أدخل عليهم أنواع جديدة من الظفير, من الملاحظ أن الرجال و النساء  يظفرون بشكل متساوي, والبعض الآخر يدعون شعورهم تطول عند البلوغ سن الخمسين إلي حد الأدنى. و لضفر  نضع النقود و الخرز و , و لتزين الشعر ندهنه بالزيت, و النساء يضعن حول أعناقهم الحلي مثل نساء الطوارق في الساحل, ويبلسن فساتين فضفاضة,بألوان مزركشة عند نساء بوركينا فاسو, و نستطيع القول أن كل مجموعة من الفلان لها طريقة لبسها الخاص و لونها الخاص,و من الملاحظ عند المتمدنين منهم,  فإنهم يظفرون علي شكل عرف الديك,و الفلان في أحيان كثيرة يحلقون رؤوسهم علي شكل المصرين القدامي, والنساء في بعض الأحيان يلبسن الملحف مثل البربر, و الشعر عند الفلان تعطي له عناية خاصة, و يهتمون بتطويله,و ترتيبه, حيث أن عند الفلان, المرأة التي إستطاعت أن تهتم بشعرها تستطيع أن تهتم  ببيتها.
البولاكو-التفلن(الفولانوية)
هذه العبارة البولاكو (Pulaaku) هي عبارة عن مجموعة من القيم إجتماعية و أخلاقية رفيعة, أو بمعني آخر عبارة عن مجموعة من القوانين و النظم عندما تتوفر فيك عندئذ يمكن القول أنك فولاني أو تعتبر من الفلان.والبولاكو هو نهج حياة الفولاني
التفلن أو كون فلاني يوجد  في جميع الأقطار التي يسكن فيها الفلان, و هو عندهم دليل الكينونة, وعامل من عوامل تجميع و الإستقرار و التوحد, و التي تظهر معالمه في التاريخ الذي يوحد بين هذه القبائل, في هذا السياق العام يمكن أن نتحدث عن التفلن او كون فلاتي مثل: وعي أو مفهوم إتحاد طويل الأمد, تفلن هو إذن الوعي الذي يجمع الفلان رغم إختلاف ملامحهم, و إختلاف المناطق الجيوغرافية التي يسكنون فيها و إختلاف ألوانهم, وإختلاف ملامحهم الجسدية(Elizabeth beosen)كما يصف أيضا Stein في هذا أي التفلن,التفلن أو كون فلاني هو موائمة المجموعة التي يعيش فيها الشخص, إنشاء الطوائف هو شيئ مستبعد في نمط حياة الفلان حيث يعيش الكل بدون فوارق إجتماعية بدون أن يفصل بينهما حاجز طائفي, مما جعله مجتمع عصي علي التصنيف العرقي, الذي كانت فيه جميع الطواف المجتمع تعيش بدون فروق إجتماعية, ومجتمع الذي أستعصى علي المستعمر الذي كان يتبع سياسة  التصنيف العرقي في سنة 1960م.
الطيبة و الأخلاق  من ضمن القيم و الخصال التي يتصفون بها, و التي تنعكس في حياتهم اليومية,عندما يريد الفلان مثلا قول-لا- لا يقولها بشكل مباشر بل يقولون  ina woodi sanne , و إذا أرادوا أن يقولون –جيد- فإنهم يقولون ina woodi sanne , عفة النفس,وإحساس بالخجل لا يترك لهم إلا خيار التواضع.
تصرف الفلان أو نمط عيشهم لا يوجد فيه إعتماد علي الآخر في أي حال من الأحوال,قبل كل شيئ يعتمد الفلاني علي نفسه, حيث لا يطلب شيئاً من أحد, حياة البداوة طورت فيهم روح الإعتماد علي النفس, أو الروح والعيش بمنأي عن الآخرين,و إحتكاكه بالآخر شيء نادر جدا.
المجتمع الافلان هو مجتمع جد معقد, في تركيبته الأسرية,حيث يحظي الأخ الأكبر بإحترام كبير و عبارات التهذيب مثل (أنتم) تستخدم في اللغة الفلانية لمخاطبة الكبار سنا, و تماسك أمام المواقف الحرجة, علي سبيل المثال: عند الغضب, كل هذه الأشياء تدخل في تربية الفلان, الفلان متعصب بشكل كبير, عند ظهور غضبه يظهر بشكل شديد.هذه التصرفات هي التي تفرق بين الفلان الأسياد عن الفلان من أصل آخر: أنظر في أصول الحكايات الفلان,Contes initiatique peulhs, أو في  Amakoulel l’enfant  peulh  للكاتب والروائي الفلاني الكبير Amadou Ham pathé Ba.
التنظيم السياسي و الوحدة الترابية
يوصف الفلان بأنهم مجتمع الذي يحب أفراد مجتمعه أن يعيشوا فرادى, (individualism), و كلمة الفلان لها صلة وثيقة بالفلاة :أي الأرض واسعة و خالية من الناس, الفلاني يعني طليق حر, غير مقيد بالقانون, لا قانون لا وصاية عليه,و لا نصائح من أحد, التفلن هنا عبارة عن تجانس بين الفلان و المتكلمين باللغة البولار, والتفلن ليس عبارة عن مجتمع واحد, إنما هو عبارة عن مجموعة من القيم يتقاسمها المثحدثين باللغة البلارية.
عند تعين رئيس حكومة معينة, يجب أن يخضع لمطالب الشعب, هكذا نلاحظ التعاقب السياسي في فوتا جالون في القرن 18- 19, في القرن 18 بعض التفتيش خضع له بعض المجموعات, في القرون الوسطي , وفي زمن الرئاسة القبائل, وما يعرف بالشيوخ و الإستعمار , بعض المجموعات كانت تعمل بدون مردود وكثير منهم كانوا مهمشين و مبعدين, أما الأعمال جنائية, يتم محاكمتها طبقا لنظم و القوانين المعمول بها في الكتلة الأجتماعية, الفلان غالبا  ما يخضعون لقوانين الدول التي يمرون منها.
طعامهم
غالبا ما يأكلون أغذية نباتية و لحمية, و  ليس  الأغذية دينية أو التي ينصح بها الدين, أكل لحوم البقر , عندهم هو سيئ نادر إلا في المناسبات المهمة مثل:( الزواج-الولادة-زيارة مهمة),أو سد حاجة ماسة...إلخ, إستهلاك الزرع و العسل البري, وإستهلاك أحيانا الحصري لألبان و مشتقاته والقشدة. مثلا(ketougol,nebam kaɗam) ونادرا ما يشربون للبن الإبل, و غذائهم الأساسي هو اللبن و الثريد,و الحبوب علي أشكال معينة هذا فيما يخص الرحل منهم, أما المتمدنين منهم فياكلون ما يؤكل في المدن, و كل مجموعة لديها طريقتها الخاصة في طهي الثريد lacirri علي سبيل المثال, نجد في غينيا كثير من الطرق لطهي الثريد. أما في الأعياد و المناسبات, فيأكل اللحم الضأن بشكل خاص,بأي حال من الأحوال لا يأكلون لحم الخنزير.
الفلان يتناولون ثلاث وجبات في اليوم, الفطور و العشاء غالبا ما يكون اللبن و الثريد أما وجبة الغداء فإنها تكون غالبا من الحبوب, و لكن الشاي يشرب بشكل مستمر طول النهار.
السكــن
يسكن الفلان في أنواع كثيرة من السكن حسب نمط عيشهم
السكن عند الفلان المتمدنين: إنهم يسكنون في أحياء يسمونها wouroo و الحي يتكون من أكواخ دائرية الشكل Soudou و في منتصف هذه الأكواخ يوجد عمود يسمي Jaalal, ولكن مع قدوم المستعمر تغيرت أشكال الأبنية في غينيا كوناكري, حيث أصبحوا يشيدونها من الأسمنت و سقف من الخشب و يضعون في أمام السكن حديقة صغيرة, والكوخ محاط بدائرة من الخشب تسمي ingalgou, السكن في مكان مرتفع عندهم شيئ شائع, حيث يسكن النبلاء في أماكن مرتفعة و البقية يسكنون في سهل بمحاذاة النبلاء.
السكن عند الفلان الرحل: إنهم يعيشون تحت أكواخ مركزة من الحطب و مكسوة بالجلود , و لكن لا تجدهم أبدا يسكنون تحت الخيام مثل البربر و الطوارق, وفي أحيانا أخري  يسكنون تحت أكواخ يتم ربط رؤوسها يبعضها البعض, ثم يتم تثبيتها فوق الرمل لسكن المؤقت.
الرعــي
كما هو المعروف عند الفلان فإن الرعي وتنمية الماشية خاصة البقر هو نمط حياتهم الأول, عند الفلان البقرة لديها مكانتها الخاصة, في نفوسهم و تدخل أيضا في سياق علاقاتهم الإجتماعية,و قصصهم و معتقداتهم. لقد أعتبر المستعمر أن أبقار الفلان هي مجرد زينة عندهم حيث يتم تكثيرها ليس لغرض البيع, إنما للزينة فقط. أو لغرض الحصول علي ألبانها و بيعها و لكن هدفهم ليس تكويم الثروات, و الحصول علي المراعي هو شيء مجاني  ,و القطعة المتوسطة من البقر قد تتكون من خمسين رأس من بقرة ثلثهم من الإناث أللواتي يستخدمن في إعادة القطيع إلي حالته في حالة فقدان بعض من القطيع, بسبب الأوبئة والجفاف, و الذكور يستخدمون في المناسبات الكبيرة مثل الزواج, و كل القطيع يساق إلي المرعي بدون إستثناء, وهذا القطيع قد يكون ملكا لعدة أفراد من العائلة مثل الزوجة و الأولاد...........إلخ.
و حيوان الزينة عند الفلان المتمدنين هو الخيل, حيث يحتاج الحصان إلي الحبوب مثل القمح والزرع, والحصان يربي من طرف مجموعات كبيرة من الفلان خاصة الذين يسكنون في حوض نهر النيجر و السنغال و التشاد, و الحصان عند الفلان هو صغير الحجم, هذا النوع من الأحصنة أثار إنتباه الكاتب العربي في كتابه (في بلاد السودان), حسب الكثيرين فإن هذا الحصان هو سلالة من سلالات الأحصنة التي تم ترويضها في آدرار و آير و ئفوار في الألفية الأولي, ومن الصعب الآن إيجاد هذا النوع من  الأحصنة في سلالته النقية, حيث تم مزجها بالخيول الأطلسي ذوات الحجم الكبير ,إمتزاجها مع الخيول العربية الأصيلة أعطاها قوامها الرشيق للسباق و الحرب, كما يستخدم الحصان عند الفلان لحراسة بقرهم.
مجتمع الفـــلان
لا يوجد مجتمع واحد من الفلان بل كثير من مجتمعات الفلان(كوكب الفلان) أو بمعني آخر (عالــم الفلان), ملامح الفلان: الفلان مرنين إلي حد ما, حيث يندمجون غالبا في المجتمعات التي يتعايشون معها مع حفظ هويتهم الأصلية طبعا,
الفلان يعيشون في أزواج, و المرأة يتم تزوج بها من طرف الأخ الأكبر عند وفات الأخ الأصغر, يوجد أربع أنواع من الزواج كما يوجد أيضا أربع أنواع من الطلاق عند الفلان:
1-الزواج الأول: هذا النوع من الزواج يتم تقريره من الطرف الأهل و غالبا ما يحدث عند سن 21.
2- الزواج الثاني: هو الزواج بعد الطلاق.
3-الزواج الثالث: هو زواج المصلحة أو السياسة.
4- زواج الرابع: السيد مع الأمة, هذا النوع تم وراثته من العرب عند دخول الإسلام.
و غالبا ما يتزوج الفلان من إمرأة واحدة, أي إنهم غير متعددي الزوجات, والفلان ليسوا متعددوا الزوجات إلا في حالات النادرة.
يوجد ثلاثة أنواع من الطلاق عند الفلان:
1-الطلاق الأول المرأة تعود إلي دار أهلها
2-الطلاق الثاني: هو طلاق المصلحة, أو طلاق لمصلحة الطرفين
3- الطلاق الثالث: طلاق من حكم قضائي,
قد يطلقون و يتزوجون مرات عديدت في حياتهم و لكن تعدد الزوجات عندهم شيء نادر , حيث نجده فقط في الفلان المتمدنين أو المتأثرين تأثيرا كبيرا بالإسلام.
و الروابط الأجتماعية  كثير, هناك رابط دم و رابط العشائري, عند الفلان (wodaaɓés ) الشباب يتزوجون في السن المبكرة محدثين بذالك أسطورة بين الولد و البنت, لكن البنت لا تذهب إلي عش الزوجية إلا في السن الثامن عشر, وعند الفلان( Bororos) عند ( worso ) أي رقصة الخريف, أثناء هذه الرقصة (Geerowel), يختار الفتيات خطبائهم,و هذه المجموعة ممنوع فيها تعدد الزوجات, حيث يحق للرجل أن يتزوج ويطلق ما يشاء ولكنه لا يمكنه أن يتزوج من إمرتين في آن واحد, والحياة الزوجية هي شئ مقدس , وعند خيانة أحد الزوجين يترك الزوج بشكل نهائي(Tigaal) أي تذهب المرأة إلي أهلها, نلاحظ هنا إحياء ثقافة المورثة نساء ذوات شخصية قوية.
بنية الفـلان الرعاة
إختلاف الفلان يأتي من إختلاف المناطق الجغرافية التي يعيشون فيها, حيث في المناطق الساحلية تجمع السكان يكون أقل كثافة ,و أقل تجمعا حيث توجد مساحات شاسعة, حيث من الملاحظ أن القبائل الأخري من ( الطوارق و تبو)  touaregues et   toubous و عرب التشاد نزحوا بكثرة إلي سفاتا الإفريقية, منما حتم نزوح الفلان إلي وسط إفريقيا( ساحل العاج-كامرون-نيجريا) حيث نجحوا في الرعي في أنماط بئية جديدة في السفانا الرطب الذي يمثل تحدي لهم.
الطوائــف
مجتمع الفلان هو مجتمع جد معقد و هو من أكثر شعوب إفريقيا تعقيدا و من الصعب أن تفهم هذا المجتمع دون أن تتقمص حقيقتة و هذا المجتمع معقد مثل مجتمعات البيظان أو الطوارق, و هو المجتمعات التي فيها مراوغة.
في المدن يوجد مجموعتين إجتماعيتن كبيرتين, النبلاء(Rimɓé) و الرقيق(Rimaybé) لكن هذا النوع بدأ يختفي بعد ظهور الرأس مالية, حيث المال هو السيد , ويمكن وصف هاتين المجموعتين بما يلي:
(Rimɓé) الأسياد أو النبلاء في فوتا جالون, (Arɗo) في ماسينا,
أما في فوتا تور فالأحرار يتكونون مما يلي:
-(tordɓés):هم عبارة عن الشيوخ الدين الإسلام, (seɓɓés) عبارة عن المحاربين أو الذين كانوا يستخدمون في الجيش للحروب,(cuballo) أي صيادي السمك , ويطلقون أسم الفلان علي رعاة البقر,الذين غالبا مايكونون من السلالة النقية للفلان.
-(dournowo) :يعني الراعى, الفلان الرعاة هم الأصل الفلان, وعشائر غير النبلاء مثل (neñɓés ).
- Baylo: الحداد.
Lawɓés: النجارين,
-Sakeɓés:صانعوا الحبال أو الحبال.
Mabouɓés-: الخياطين .
-(wambaɓés): الفنانين المسيقيين.
-(awlouɓés): المداحين, المتخصصين في المديح.
- (galounkoɓés):  هم المحررين من أسري الحروب.
-(Yiyaɓés): هم النساء الرقيقات , الزواج بين مجموعتين أمر غير مقبول, و نادرا بين (torodɓés (soubalɓés) , لكن الزواج بين  ñeñɓés أمر مقبول.
و من الملاحظ أن المسمون بالفلان يعيشون في طوائف و قبائل أو ƴii الفلان هم عبارة عن قبائل نذكر منها علي سبيل الميثال.
-(Uroulɓés) يتواجدون في كل من (السينغال- موريتانيا- فوتا جالون-مالي النيجر- بركينا فاسو-........إلخ) هم قبائل الفلان التي نزحت من الشرق إلي الغرب,و هم الذين يسمون (bororos),  و هم من الفلان الأوائل التي عرفت التمدن.
(Laccé) هم الفلان المتواجدون بشكل خاصة إقليم (joloff),حيث يسكنون بجوار الولوف,حيث يرعون لهم قطعانهم البقرية, و نجدهم أيضا في (séno Salim) و (férlo) حيث نجدهم يرعون قطعانهم البقرية, و يسمون أيضا (foulɓés jérri), هذا الإسم يطلق علي كل الفلان الذين يسكنون بمنأي عن النهر أو الأودية, وأغلبهم لديه لقب(ka).
-(jawɓés):
و هم القبيلة الكثيرة في الفلان حيث يتواجدون في السنغال و موريتانيا,مالي حيث يمتهنون الرعي بشكل خاص و البعض منهم يمتهن الصيد أسماك حيث يطلق عليهم (jawɓés dalli) حيث يسكنون غالبا قرب النهر حيث نجد الكثير من طوائف هذه القبيلة الذين كانوا يسكنون قديما في  فوتا تور.
-(cuutinkoɓés): هم الفلان من أصل (Diarra) بين مالي و السينغال و هم أصولهم بيضاء و أغلبهم لديه لقب jallo, و هؤلاء هم أصل(jawɓés), حيث يتواجدون في جنوب السينغال و غينيا بساو, و غينيا كناكري.
-(yirlaɓés): هم الفلان المتواجدون في في التشاد من الشرق و شمال شرق نيجريا,و (Adamawa) في شرق الكامرون و يتواجدون بشكل مكثف في غرب إفريقيا كلهم من أصل (fouta toro).
-(wooɗaaɓés): هم يتواجدون بشكل مكثف في النيجر قد نزحوا من إقليم diafounou إقليم ساحل موريتانيا حاليا,و ماسينا في مالي و شمال غرب السنغال, و هذه المجموعة  من الفلان التي نجحت في البقاء بعيدا عن تأثيرات الثقافات الأخرى, لهذا نجد عندهم التراث الأصيل للفلان مثل الطقوس و التقاليد الأصيلة التي نجحوا في الحفاظ عليها إلي يومنا هذا, و إنعزالهم في صحراء النيجر مكنهم من البقاء قريبين من الطبيعة.
    يفهمون البقر بشكل كبير و يطبقون الإسلام بشكل يمكن أن نقول  بأنه ضعيف, ويتواجدون أيضا  في السينغال حيث نجدهم بكثرة هناك و يتواجدون أيضا في فوتا جالون, حيث أصبح الكثير منهم متمدنين و المتمدنين منهم يسمون (wolorɓés ), هؤلاء العشائر قد تكون مقسمة في أحيان كثيرة إلي مجموعات أقل kinhinɗé والبعض منهم يتسمون بالأمكنة التي يعيشون فيها, أو أسماء زعمائهم أو حتى أبقارهم و كل هذه المجموعات سالفة الذكر هم مجموعات النبلاء أو الأسياد, بين كل هذه الطوائف يوجد الدعابة  denɗirragouأو الممازحة لزرع الإحترام المتبادل بين مختلف أفراد القبيلة.
    توجد 31مجموعة من الفلان هم من الرعاة, و 48 مجموعة, نصف رحل, و 29 مجموعة متمدنين, ومن الملاحظ أن اللغة البولارية تتكون من عدة لهجات تختلف حسب الأمكنة, فمثلا  لهجة الفلان الذين يسكنون مع بمبرا تختلف عن الذين يسكنون بمحاذاة الطوارق وهكذا دواليك.


تمت الترجمة من الفرنسية للعربية بواسطة:
                                            جاه مامود بوكل.

Ɓii Pullo : Babiker Mohamed